الرعاف أو نزيف الأنف حالة شائعة جدا، وهو يحدث من الأوعية الدموية الرقيقة الموجودة في بطانة الأنف، التي تحتوي على الكثير من الأوعية الدموية التي تعمل على تدفئة هواء الشهيق. وقد يكون النزيف من الجزء الأمامي للأنف أو من الجزء الخلفي للأنف. ويحدث، غالبا، فجأة ومن دون سابق إنذار، وأحيانا أثناء النوم، وهو يصيب الناس في جميع الأعمار، لكنه يكون أكثر لدى الأطفال. أسباب نزيف الأنف: تتعدد أسباب النزيف، أيا كان نوعه، نتيجة اختلاف العوامل المؤدية إلى وقوعه، ومنها: جفاف الأغشية المخاطية المبطنة للأنف، مما يؤدي إلى تهتك الأوعية الدموية الرقيقة، وجود اعوجاج في حاجز الأنف، وجود حساسية في الأنف، العبث المستمر بالأنف، استعمال بعض الأدوية التي تُخفّض لُزوجة الدم، مثل الأسبرين، الإصابة بأحد أمراض الدم، مثل اللوكيميا أو الهيموفيليا، وجود أورام حميدة أو خبيثة أو استنشاق المخدرات أو الصمغ. كما قد يكون النزيف نتيجة الإصابة المباشرة للوجه أو الأنف أو نزيفا منتكسا من مكان نزيف سابق، إلى جانب مجموعة أخرى من الأسباب غير المعروفة. وتحتوي بطانة الأنف على كثير من الأوعية الدموية التي تعمل على تدفئة هواء الشهيق، وبسبب رقة هذه الأوعية، فإنها تكون معرَّضة للنزف عند: - إصابتها بالالتهابات، مثل الزكام والأنفلونزا والبرد. - عند التعرض للصدمات البسيطة عند وضع الأصبع في الأنف. - اختلاف درجة حرارة الجو. - بسبب الجفاف. - حساسية أنفية. - بعض الأدوية التي تخفض لزوجة الدم، مثل الأسبرين. - انحراف الحاجز الأنفي. - ارتفاع ضغط الدم. - أمراض الدم، مثل الهيموفيليا (الناعور أو مرض النزف الدموي) أو اللوكيميا أو مشكلة في تخثر الدم. - أورام في التجويف الأنفي. - تناول المخدرات. - أسباب أخرى غير واضحة. أعراض الرعاف: النزيف من الأوعية الدموية في الأنف بسهولة عند التعرض للعوامل سابقة الذكر، لكنْ سرعان ما يتوقف بسبب تكون جلطة صغيرة تسد جدران الوعاء النازف. يحدث النزيف غالبا فجأة ودون سابق إنذار وأحيانا أثناء النوم، ويكون من جهة واحدة، وتتكرر هذه الحالة عدة مرات في الأسبوع الواحد عند بعض المصابين، بينما تكون أقل عند الآخرين، وتكون كمية الدم المفقودة عادة قليلة. يصيب رعاف الأنف الناس في جميع الأعمار، لكنه يُسجَّل أكثر لدى الأطفال. خطورة الرعاف: لا يحمل الرعاف عادة أي خطورة، بسبب كون النزيف قليلا، ويتوقف من تلقاء نفسه، لكنْ في بعض الحالات، يكون الرعاف ناتجا عن مشكلة في تخثر الدم، فيستمر الرعاف لفترة طويلة ويفقد المصاب كمية كبيرة من الدم. طرق العلاج: أولا: علاج أولي: يكون فيه الهدوء وعدم الخوف أهم خطوتين للعلاج، فعلى الرغم من أن منظر الدم مزعج ومرعب لكثير من الناس، فإن الحالة تكون عادة بسيطة. ويتم التعامل مع المريض وفقا للخطوات التالية: الجلوس في وضع قائم، مع انحناء الرأس قليلا إلى لأمام، لمنع دخول الدم إلى البلعوم، الضغط بالإبهام والسبابة على طرف الأنف اللين لمدة خمس دقائق متواصلة، مع التنفس من الفم، وإذا استمر النزيف، يستمر الضغط لمدة عشر دقائق. وضع قطرة في الأنف أو حشوة من القطن، مع الاستمرار في الضغط على الأنف. وضع قطعة من الثلج أو كمّادة باردة أعلى الأنف، لتضييق الأوعية الدموية. تجنب بذل أي مجهود خلال ال12 عشرة ساعة بعد النزيف. تجنب وضع الأصبع داخل الأنف، لأن ذلك يؤذي الغشاء المخاطي ويسبب النزيف مرة أخرى. ترطيب الأنف بالدهونات (الكريمات) والغسول، لمنع جفاف الأغشية المخاطية. علاج أي مرض يعاني منه المريض وله علاقة بالنزيف، كارتفاع ضغط الدم. ثانيا: علاج متقدم: إذا استمر نزيف الأنف وتكرر، يجب مراجعة الطبيب المختص، حيث يتم كي الأوعية المتهتكة، وفي بعض الحالات، يتم التدخل الجراحي، لإجراء الكي بالمنظار أو ربط الوعاء الدموي المسبب للنزيف. الرعاف - نزيف الأنف عند الأطفال : يندر حدوث نزيف الأنف (الرعاف) لدى الأطفال أقل من سنتين، وتزداد النسبة بعد سنتين، ثم تقل بعد سن البلوغ، ويكون للعامل الوراثي دور في بعض الحالات. الأسباب: ينتشر نزيف الأنف (الرعاف) بين الأطفال في السن ما بين 3 إلى 10 سنوات. 90 % من حالات نزيف الأنف غير معروفة الأسباب و10 % فقط تكون نتيجة أسباب موضعية في الأنف أو أسباب عامة في الجسم. الأسباب الموضعية: - ضعف في الأوعية والشعيرات الدموية في الغشاء المبطن للأنف. - خدوش في الغشاء المبطن للأنف، يسببه أصبع الطفل أو جسم غريب في الأنف. - جفاف الغشاء المبطن للأنف، نتيجة تعرض الطفل لتيارات هواء جاف. - التهاب الجيوب الأنفية واللحمية وحساسية الأنف تؤدى إلى تراكم الإفرازات، مع تكوين قشور، كما تسبب ضعفا في الأوعية والشعيرات الدموية في الغشاء المبطن للأنف. الأسباب العامة: 1. أمراض سيولة الدم. 2. نقص فيتامين ج (C) أو فيتامين ك (K). 3. ارتفاع ضغط الدم. الإسعافات الأولية: 1. المحافظة على هدوء الطفل جالساً والضغط على الأنف، مع انحناء الرأس إلى أسفل، لتجنب نزول الدم إلى البلعوم. 2. وضع كمادات باردة على الأنف والجبهة (في معظم الحالات يتوقف النزيف تلقائيا خلال دقائق قليلة). 3. إذا لم يتوقف النزيف، توضع نقط قابضة للأوعية الدموية في الأنف. أما إذا استمر النزيف، فيجب نقل الطفل إلى المستشفى.