نجح أحمد اخشيشن، وزير التربية الوطنية والتعليم العالي والبحث العلمي، في امتصاص غضب النقابات التعليمية، خلال اللقاء الذي جمعه السبت الماضي بالكتاب العامين لهذه النقابات بمقر الوزارة بالرباط. وحسب مصادر نقابية، فإن هذا اللقاء كان مناسبة لاستعراض جملة من القضايا التي تهم رجال التعليم، وفي مقدمتها نتائج الحركة الانتقالية، والأمور المتعلقة بتنفيذ اتفاق فاتح غشت الذي مازالت العديد من بنوده لم تفعل بعد. البرنامج الاستعجالي للنهوض بقطاع التعليم بالمغرب، الذي سيكلف خزينة الدولة زهاء 30 مليار درهم، كان حاضرا بقوة خلال هذا اللقاء، حيث تداول المجتمعون سبل معالجة الإشكال الذي رافق الإعلان عنه، وتم اقتراح صيغتين لتجاوز سوء التفاهم الذي وقع، الأولى تتعلق بأن تتولى النقابات إنجاز تقارير مفصلة حول المخطط والإدلاء بها لإضافتها إلى المشروع الحالي، أو تشكيل لجنة مشتركة مؤلفة من مصالح الوزارة وممثلين عن هذه النقابات تشرف على إزالة النقط الخلافية. واستنادا إلى المصادر ذاتها، فإن هذا اللقاء توج بالاتفاق على تشكيل لجن خاصة تشرع منذ أمس الاثنين في معالجة القضايا العالقة التي تهم رجال التعليم، وفي مقدمتها نتائج الحركة الانتقالية الأخيرة التي جوبهت بموجة من الاستنكار من قبل رجال التعليم. ووصف مسؤول بوزارة التعليم الأجواء التي مر منها هذا اللقاء بالهادفة والمسؤولة، وأوضح عبد الحفيظ الدباغ، الكاتب العام للوزارة، في تصريح ل»المساء»، أن هذا اللقاء كان مناسبة لتوضيح نقاط المخطط الاستعجالي للنهوض بقطاع التعليم، مضيفا أنه تم الاتفاق على استئناف العمل التشاركي في إطار لجن مشتركة لحل جميع النقط الخلافية، وإيجاد حلول ناجعة وعاجلة. عودة الدفء إلى العلاقات بين اخشيشن والنقابات التعليمية جاء على إثر الاعتذار الذي تقدم به خلال أشغال الدورة الأخيرة للمجلس الأعلى للتعليم التي انعقدت الأسبوع الماضي، حيث كان هذا اللقاء مناسبة للامتصاص موجة الغضب التي عبرت عنها هذه النقابات في وقت سابق، والتي حدت بها إلى مقاطعة أشغال اللقاء التشاوري الذي دعيت إليه من قبل وزير التربية الوطنية والتعليم العالي والبحث العلمي، من أجل الاطلاع على مضامين الخطة الاستعجالية للنهوض بقطاع التعليم بالمغرب، حيث سبق لمحمد السادس، في الخطاب الذي ألقاه في افتتاح الدورة البرلمانية المنتهية، أن دعا إلى الإسراع ببلورة مخطط استعجالي لإنقاذ المنظومة التعليمية بالمغرب بسبب الوضعية المتردية التي أصبحت تعاني منها. وكان للاعتذار الذي تقدم به اخشيشن مفعوله السحري في إقناع هذه النقابات بالتخلي عن المسلسل النضالي الذي هيأته في هذا الصدد، وألغت الندوة الصحفية التي كانت عازمة على عقدها الخميس الماضي. مصادر مطلعة اعتبرت التوافق الذي نجح اخشيشن في التوصل إليه مع هذه النقابات، نوعا من تذليل الصعاب حول المخطط الاستعجالي للنهوض بقطاع التعليم الذي كلف خزينة الدولة 18 مليون درهم لإنجاز مشروعه، بعد أن اقتنع بأنه لا يمكن التوصل إلى خارطة إصلاح المنظومة التعليمية بالمغرب ما لم يتم المرور عبر هذه النقابات.