أقرت لطيفة العابدة، كاتبة الدولة المكلفة بالتعليم المدرسي، بأن المدرسة ما زالت تعاني من مشاكل واكراهات ومعيقات يتم تطويقها تدريجيا، مشيرة إلى أن ظاهرة الاكتظاظ ما تزال موجودة في بعض المناطق، وخصوصا في التعليم الثانوي وإلى أن هناك خصاصا في الموارد البشرية في بعض المؤسسات التعليمية، إلى جانب وجود فائض يصعب تشغيله في مؤسسات أخرى. كما أن هناك مؤسسات تنتظر دورها في التأهيل، وأن الوزارة الوصية تواصل معالجتها، من خلال مواصلة تفعيل مشاريع «البرنامج الاستعجالي». وأكدت العابدة أن النفَس الجديد للإصلاح أصبح ملموسا لدى الفاعلين والمتتبعين وأنه تم إرساء منهجية وعُدّة إجرائية للعمل سوف يتم تعميمها خلال هذا الموسم الدراسي، بعد أن تم تجريبها برسم الموسم المنصرم في 3 أكاديميات جهوية و108 مؤسسات تعليمية، موضحة اهتمام أعضاء الحكومة بالدخول المدرسي للموسم الجاري، حيث إن 21 وزيرة ووزير قاموا بزيارات ميدانية للمؤسسات التعليمية واطلعوا، في عين المكان، على الظروف التي يمر فيها هذا الدخول المدرسي. وأضافت كاتبة الدولة، في ردودها على أسئلة مستشاري وبرلمانيي عدة فرق نيابية في الغرفتين الأولى والثانية، أن الوزارة تعمل على أن يتجدد ويتنامى. واعتبرت أن حصيلة السنة الدراسية الأولى من البرنامج الاستعجالي إيجابية وجد مشجعة، سواء من خلال مؤشرات التمدرس التي تم تحقيقها، أو من خلال التقدم الحاصل في تفعيل مشاريع البرنامج الاستعجالي، أو من خلال تطوير حكامة المنظومة والتحكم في مسارها. وأوضحت العابدة أن عدد التلاميذ الممدرسين ارتفع بنسبة 2.4 % مقابل 1.2 %، في المتوسط السنوي، خلال العشرية المنصرمة، وأن نسب التمدرس حسب الفئات العمرية تحسنت ب3.5 نقطة بالنسبة إلى الشريحة العمرية (6 /11 سنة)، وب4 نقط بالنسبة للشريحة العمرية (12 /14 سنة)، وبنقطتين (2) بالنسبة إلى الشريحة العمرية (15 /17 سنة). وتراجعت نسب الهدر المدرسي بنقطتين، في المتوسط، حسب الأسلاك التعليمية، مع تسجيل تراجع هام في السلك الابتدائي. كما تحسنت نسب النجاح في الامتحانات الإشهادية، خصوصا في نهاية سلك الثانوي الإعدادي بنقطتين (2)، وفي امتحانات الباكلوريا ب6 نقط. وارتفعت نسبة التوجيه نحو الشعب العلمية ب2.5 نقطة. كما عرف التعليم المدرسي الخصوص تطورا ملموسا، حيث انتقلت نسبة مساهمته إلى حوالي 10 % حاليا. وبخصوص تفعيل مشاريع البرنامج الاستعجالي، فقد تم بالنسبة إلى تنمية التعليم الأولي، فتح 302 قسما جديدا في مؤسسات التعليم الابتدائي العمومي وإحداث 9 مراكز للموارد للتعليم الأولي، كما استفادت حوالي 35000 مؤسسة من التأطير التربوي وتم تأهيل ما يفوق 27000 مُرَبٍّ ومربية. وبخصوص باقي الأسلاك التعليمية، فقد تم إحداث 359 مؤسسة، منها 16 مدرسة جماعاتية، و18 داخلية. كما تم تأهيل أكثر من 8000 وحدة مدرسية، إما بترميم بناياتها أو ربطها بالماء والكهرباء والصرف الصحي، بالإضافة إلى 284 داخلية، إلى جانب إرساء نظام للصيانة الوقائية داخل المؤسسات التعليمية، فضلا عى تعويض المتلاشي من التجهيزات المدرسية واقتناء التجهيزات الديداكتيكية للمؤسسات التعليمية، بنسب تجهيز تم تحديدها، حسب المواد التعليمية، في ما بين 20 % و 70 % بالنسبة إلى التعليم الابتدائي، وما بين 30% و100 % بالنسبة إلى التعليم الثانوي الإعدادي، وما بين 50 و100 % بالنسبة إلى التعليم الثانوي التأهيلي. وبخصوص تدريس اللغة الأمازيغية، أكدت المسؤولة المباشرة عن التعليم المدرسي الوطني أن عدد المؤسسات التي تُدرَّس فيها الأمازيغية ارتفع إلى ما يفوق 3700، وبلغ عدد التلاميذ المستفيدين من هذه الدروس 000 560 تلميذة وتلميذ، أي حوالي 11 % من مجموع المتمدرسين في التعليم الابتدائي. كما أكدت أن عدد المستفيدين من المطاعم المدرسية ارتفع بما يناهز 000 150 مستفيدة ومستفيد، أي بنسبة 15 %. كما ارتفع عدد أيام الاستفادة من هذه الخدمات، فضلا على الرفع من قيمة منحة الداخلية بحوالي %80. كما تضاعف عدد المستفيدات والمستفيدين من برنامج «المليون محفظة»، لينتقل من 1.2 إلى 3.7 ملايين مستفيدة ومستفيد، وتضاعف عدد الأُسَر المستفيدة من برنامج «تيسير»، للدعم المادي المشروط، ب3.4 مرات، منتقلا من 47000 إلى 000 162 أسرة مستفيدة، في حين ارتفع عدد التلاميذ المستفيدين من 79500 إلى 300000 تلميذة وتلميذ. كما ارتفع عدد المستفيدين من النقل المدرسي بأكثر من 600 % وتم توفير اللباس الموحَّد لفائدة أكثر من 800000 مستفيد.