تعرضت أزيد من ثلاثين امرأة تعمل بإحدى الوحدات الصناعية المتخصصة في تصبير فواكه البحر بميناء طنجة المدينة لتسمم هوائي نتيجة استنشاقهن مادة كيميائية تستعمل كحافظ غذائي. ووقع هذا الحادث صباح أول أمس عندما كانت العاملات منهمكات في عملهن، قبل أن ينطلق مسلسل الإغماءات بطريقة مفاجئة، أحدثت حالة ذعر وخوف كبيرين وسط العاملات. وشهد المصنع حالة استنفار قصوى وسط العاملات بعد توالي الإغماءات بينهن. وتقول بعض المصادر إن هناك عاملات أغمي عليهن تأثرا بوضعية زملائهن في العمل، لكن سرعان ما استفقن بعد رش الماء على وجوههن. وأفادت مصادر طبية أن المصابات أغمي عليهن بسبب استنشاقهن مادة «فومي سبور أورتو فينيل فينول»، التي استعملت من قبل شركة للنظافة في المصنع. وشوهدت عدد من سيارات الإسعاف تتجه نحو المنطقة الحرة بميناء طنجة، من أجل نقل المصابات إلى المستشفى لتلقي العلاج. كما وصل إلى عين المكان مسؤولون بالسلطة المحلية، وعدد من المسؤولين الأمنيين، الذين باشروا عملية التحقيق في هذا الحادث. وظهرت علامات وأعراض التسمم على المصابات كالسعال والتهابات في العين والأنف والجهاز التنفسي، قبل نقلهن إلى مستعجلات مستشفى محمد الخامس. وتقول إحدى العاملات إن أماكن التهوية تكاد تكون مفقودة داخل المصنع الذي يعملن فيه، وهذا في رأيها ما ساهم في الإبقاء على رائحة هذه المادة المستعملة، التي تم استنشاقها فيما بعد من طرف العاملات. وتؤكد نفس العاملة بأنه تم الإبقاء على العاملات المصابات داخل المصنع المقفلة أبوابه وكأنهن محتجزات، وهو ما أثار استنكار وسخط العاملات، اللواتي حاولن تقديم إسعافات أولية للمصابات، لكنها لم تنفع في إيقاظهن من الإغماء. ورغم أن مصادر طبية أكدت أن حالة المصابات مستقرة حاليا ولا تدعو إلى القلق، فإن هذه التطمينات لم تمح حالة الخوف والذعر لدى أسر المصابات، حيث يعرف قسم المستعجلات بمستشفى محمد الخامس حالة اكتظاظ كبيرة لأسر المصابات، فيما قرر الطاقم الطبي إبقاءهن لمدة 48 ساعة إضافية داخل المستشفى حتى تزول أعراض التسمم.