عبر العديد من سكان منطقة «تيسينت»، التي تبعد بحوالي 160 كيلومترا عن مدينة طاطا، عن استغرابهم وحيرتهم من ظاهرة غريبة أصبحت تهدد أشجار النخيل بالإحراق، ويتعلق الأمر بنيران تشتعل بين الفينة والأخرى في مناطق عالية من أشجار النخيل وفي أوقات متفرقة ليلا ونهارا، كما تستهدف بعض الأكواخ التي خصصها الفلاحون لحراسة أشجار النخيل، وزاد استغراب السكان والسلطة المحلية مع مرور الأيام، حيث أصبح الجميع يستبعد فرضية وجود دوافع إجرامية وراء هذه الظاهرة وأن تكون النيران من فعل إنسان، ومما أكد هذه الفرضية أن بعض الفلاحين لاحظوا أثناء انشغالهم بإطفاء الحريق في إحدى أشجار النخيل اشتعال النيران في نخلة مجاورة وفي مكان يصعب أن يصله الإنسان بسرعة، كما أن إمكانية انتقال ألسنة النيران عن طريق هبوب الرياح كان مستبعدا لأن الجو كان صحوا. وأفاد بعض سكان المنطقة «المساء» بأن عناصر من السلطة المحلية والمطافئ سبق أن زاروا المنطقة ومازال الجميع يبحث عن سر هذه النيران الغريبة، كما أن الفلاحين أصبحوا على أهبة الاستعداد على مدار الساعة خوفا من أن تأتي النيران على ممتلكاتهم، فأصبحوا يضطرون إلى تشكيل مجموعات للحراسة ليلا ونهارا. وفي السياق ذاته، ذكرت مصادر من عين المكان أن طفلة عمرها 12 سنة لا تزال تعاني من بعض الآثار النفسية، التي لحقت بها عندما كانت تسير في أحد الطرقات، فأحست بأن أشياء غريبة تتبعها، الأمر الذي خلف لديها رعبا أدى بها إلى ملازمة الفراش.