استغرب مئات من التلاميذ الحاصلين على شهادة الباكالوريا، في اتصال لهم مع «المساء»، فرض الكلية متعددة التخصصات نظامَ المباراة من أجل ولوج السنة الأولى من شُعبتَيْ الرياضيات والفرنسية، على حد سواء. وقال هؤلاء إنهم أصبحوا محرومين، وفق هذا النظام الجديد، من متابعة دراستهم العليا في الكليات والجامعات العمومية المغربية وإن هذا الوضع يُعرِّض مستقبلهم الدراسي للتوقف عند مرحلة شهادة الباكالوريا. وقال آباء وأولياء التلاميذ، من جهتهم، إن فرض نظام المباراة على الفرنسية والرياضيات في كلية عمومية، كالكلية متعددة التخصصات في آسفي، التابعة لجامعة القاضي عياض، هو ضرب في الصميم لحق التلاميذ المغاربة في متابعة تعليمهم العالي بدون شروط مسبقة، خاصة في ميادين دراسية لم يشهد التاريخ أنه يُفرَض فيها نظام المباراة، كشعبة اللغة الفرنسية، مثلا. وأضاف هؤلاء، في حديثهم إلى «المساء»، أنه لا يعقل أن تفرض وزارة التعليم العالي والبحث العلمي المباراة في وجه تلاميذ حصلوا للتو على شهادة الباكالوريا، لكي يتم تسجيلهم وقبولهم في متابعة دراستهم الجامعية في السنة أولى من شعبتيْ الفرنسية والرياضيات في الكلية متعددة التخصصات في آسفي وأن فرض هذا النظام سيجعل الشوارع تمتلئ بمعطَّلين لا يملكون سوى شهادة الباكالوريا، بعد انسداد آفاق متابعة دراستهم العليا في الكليات الوطنية، حسب قولهم. من جهتهم، أكد أساتذة في الكلية متعددة التخصصات صحة هذه المعطيات، مضيفين أنه أصبح على التلاميذ الحاصلين على شهادة الباكالوريا المرور عبر نظام المباراة لأجل تسجيلهم في بعض الشعب، كالفرنسية والرياضيات، معتبرين أن هذا الإجراء يضرب في الصميم مبدأ الحق في التعليم وأنه سيكرس، على المدى القريب، ظهور جيل جديد من المُعطَّلين لا يتوفر سوى على شهادة الباكالوريا، بعد أن تم فرض نظام المباراة على شُعَب غير علمية، كاللغة الفرنسية. وقد أكد الأستاذ مصطفى حدية، عميد الكلية متعددة التخصصات في آسفي، في اتصال ل«المساء» به، صحة هذه المعلومات، مضيفا أن فرض نظام اختبار معرفة مستوى الطلبة قبل تسجيلهم في الشُّعَب أمر فرضه المخطَّط الاستعجالي لإصلاح أوضاع التعليم، كما أقرّته الوزارة وأن كلية آسفي استقبلت هذه السنة لوحدها ما يقارب 1700 طالب جديد، وينتظر أن يرتفع هذا الرقم إلى 2000 طالب جديد، بعد قبول تسجيل الطلبة الموظفين الذين وضعوا قرابة 400 طلب للتسجيل، مشددا على أن الدخول الجامعي الحالي يمر في كلية آسفي بشكل عادي، رغم فرض نظام المباراة في بعض الشُّعَب التي كانت، من قبلُ، مفتوحة في وجه جميع الطلبة.