تحولت رحلة العبور من مدينة سلا إلى الرباط إلى جحيم يومي بالنسبة إلى آلاف المواطنين، إثر إغلاق جزئي للطريق المؤدية إلى شارع الحسن الثاني، مرورا بالقنطرة الحسنية، بعد أن وصلت أشغال بناء القنطرة الجديدة إلى مراحلها النهائية. وكادت أزمة العبور أن تتطور إلى احتجاجات عفوية للسكان، خاصة على مستوى قرية «أولاد موسى»، بعد أن بقي المئات من المواطنين محاصَرين في محطات سيارات الأجرة والحافلات، ما دفع بعضهم إلى إغلاق الطريق، بعد أن امتنع أصحاب سيارات الأجرة عن حمل الركاب، بمبرر أن الاختناق المروري يتسبب لهم في خسارة مادية, نتيجة استهلاك كمية كبيرة من الغازوال، قبل أن تتدخل مصالح الأمن للسيطرة على الوضع. هذه الأزمة التي تسببت أيضا في أعطاب لحقت بالعديد من السيارات، بعد أن ارتفعت حرارة محركاتها، بفعل الزحام الشديد وبطء حركة السير، مرشَّحة لأن تعرف «فصولا» جديدة، بعد أن تصل الأشغال إلى الملتقى الطرقي القريب من «باب الخميس»، ما سيؤدي إلى إغلاق شبه كامل لهذا المنفذ الذي يستعمله آلاف السلاويين الذين أصبح بعضهم مضطرا للاستيقاظ في ساعات الصباح الأولى، من أجل ضمان الوصول إلى مقر عمله أو قضاء أغراضه في الرباط. والى غاية صباح أمس، تكررت نفس المشاهد في عدد من محطات مدينة سلا، رغم الإجراءات التي لجأت إليها شرطة المرور من أجل ضمان انسيابية أكبر، عبر فتح ممر إضافي في القنطرة الحسنية في اتجاه الرباط. إلا أن هذا الإجراء فشل في تخفيف الضغط الحاصل على القنطرة، في حين أصبح المرور عبر «قنطرة مرجان» يتطلب أكثر من نصف ساعة لقطع مسافة لا تتجاوز الكيلومترين. كما أن الاختناق المروري الذي تسبب فيه تقدم أشغال القنطرة الجديدة دفع عددا من المواطنين إلى التخلي عن سياراتهم واللجوء إلى القطار، رغم ارتفاع تكلفة التذكرة (10 دراهم) مقارنة مع تسعيرة سيارات الأجرة والحافلات (4 دراهم)، لكن هذا الخيار أصبح بدوره متعذرا، بفعل الزحام الشديد الذي شهدته محطات القطار خلال الأيام الماضية. يشار إلى أن القنطرة الحسنية من المنتظَر أن يتم هدمها فور الشروع في استغلال القنطرة الجديدة، كما أكد لمغاري الصاقل، مدير وكالة تهيئة ضفتي أبي رقراق، في تصريح سابق ل«المساء». كما أشار، أيضا، إلى وجود مشاريع لبناء قناطر جديدة من أجل ضمان تنقل مريح بين الرباطوسلا.