انطلقت الحشود الجماهيرية الممثلة للفعاليات السياسية والنقابية والجمعوية من مختلف الهيئات المدنية والمجتمع المدني بإقليمي الناظور والدريوش، في حدود الساعة الرابعة من مساء أول أمس السبت، في مسيرة غاضبة تضامنا مع الصحراوي المغربي مصطفى سلمى ولد سيدي مولود المختطف من طرف عصابة البوليساريو والمعتقل في سجون الجزائر لأنه جهر برأيه وبما يعتقده ويؤمن به آلاف الصحراويون المغاربة المحتجزون بمخيمات تندوف بالجزائر. مسيرة غاضبة، منددة بالسياسة العدائية التي تضمرها السلطات الجزائرية ضد كلّ ما هو مغربي، رددت خلالها شعارات مستنكرة للحقد والبغض اللذين يأكلان النظام الديكتاتوري الجزائري، وقمع طغمة صنيعتها مرتزقة البوليساريو. انطلقت المسيرة التضامنية من ساحة التحرير متجهة إلى بحيرة مارتشيكا بالناظور عابرة شارع محمد الخامس، رافعة الرايات الوطنية وصور المناضل الجريء مصطفى سلمى ولد سيدي مولود، ومرددة شعارات منددة بالخروقات الحقوقية للبوليساريو مأمورة النظام الجزائري، ومطالبة بإطلاق سراح ولد سلمى وتأمين سلامته وحياته وحمايته من كل «سوء قد يتعرض له من طرف عصابة البوليساريو والمخابرات العسكرية الجزائرية». واستنكرت اللجنة الإقليمية، المكونة من مختلف الفعاليات السياسية والنقابية والجمعوية والحقوقية والإعلامية، بإقليمي الناظور والدريوش كل ما أقدم عليه مرتزقة البوليساريو في خرق سافر للمواثيق والأعراف الدولية وانتهاك صارخ للحريات الفردية في سابقة خطيرة تتميز بها هذه العصابة. وفي ختام المسيرة الحاشدة، تمت تلاوة البيان الختامي للمسيرة، الذي أشار إلى مجموعة من المطالب والتوصيات، ومما جاء فيه أنه على إثر عملية الاختطاف الشنيعة التي استهدفت المفتش العام لشرطة البوليساريو مصطفى سلمى ولد سيدي مولود من طرف عصابة البوليساريو بمباركة المخابرات الجزائرية يوم 21/09/2010 لمجرد تعبيره عن رأيه حول مقترح الحكم الذاتي كحل لقضية الوحدة الترابية. هذا الرأي الذي يعبر عن قناعة راسخة لدى قاعدة عريضة من سكان المخيمات المحتجزين قسرا في مخيمات العار بتندوف، وهو الرأي الصادر عن مسؤول له دراية تامة بخبايا الأمور بجبهة البوليساريو ومحتضنيها من الطغمة العسكرية الجزائرية. وأدان بيان اللجنة الإقليمية كل أشكال القمع والتعامل المشين والمخزي مع مصطفى سلمى ولد سيدي مولود، وتعتبر اعتقاله محاولة دنيئة لتكميم أفواه المحتجزين وقمع واضح لحرية الرأي وتضييق سافر لكل صوت حر يخالف رأي عصابة ما يسمى بالبوليساريو وصنيعتها الجزائر فيما يتعلق بمقترح «الحكم الذاتي» كحل أنجع لملف الصحراء. وفي الأخير، طالب البيان المنتظم الدولي وكل أحرار العالم بالتدخل بشكل عاجل لدى الجزائر لحثها على تحمل مسؤولياتها بخصوص حماية مصطفى سلمى ولد سيدي مولود وأسرته ضد الأعمال الانتقامية للبوليساريو. كما ناشد كل الحقوقيين في العالم، خاصة الجزائريين، من أجل الخروج من دائرة الصمت للتعبير عن رفضهم لهذا الاختطاف، ومطالبتهم السلطات الجزائرية بضمان الحرية والسلامة الجسدية لمصطفى سلمى ولد سيدي مولود وحقّه في الدفاع عن آرائه والالتحاق بأسرته المحتجزة بمخيمات تيندوف جنوبالجزائر.