أجمعت النقابات التعليمية بمختلف أسلاكها على مقاطعة اللقاء التشاوري الذي دعيت إليه من قبل وزير التربية الوطنية والتعليم العالي والبحث العلمي، وكان مقررا عقده يومه الثلاثاء من أجل الاطلاع على مضامين الخطة الاستعجالية للنهوض بقطاع التعليم بالمغرب التي سبق لمحمد السادس، في الخطاب الذي ألقاه في افتتاح الدورة البرلمانية المنتهية، أن دعا إلى الإسراع ببلورة مخطط استعجالي لإنقاذ المنظومة التعليمية بالمغرب بسبب الوضعية المتردية التي أصبحت تعاني منها. واتهم علال بلعربي، الكاتب العام للنقابة الوطنية للتعليم التابعة للكونفدرالية الديمقراطية للشغل، وزير التربية الوطنية والتعليم العالي أحمد اخشيشن بالانفراد بصياغة هذا المخطط وإقصاء النقابات التعليمية من التشاور في إعداد مشروع تربوي يرهن مستقبل أجيال بكاملها. وأوضح بلعربي، في تصريح ل«المساء»، أنهم منذ سنة وهم يطالبون الوزير بتحديد موعد للحوار معهم إلى أن فوجئوا باستدعاء يطلب منهم الحضور ليوم دراسي موضوعه الخطة الاستعجالية للنهوض بقطاع التعليم. ويقوم هذا المخطط، الذي يشمل الفترة 2009-2012 ويشكل خارطة طريق لإصلاح منظومة التربية والتكوين، على أربعة مجالات، يتفرع عنها 23 مشروعا، تهم مجال التحقيق الفعلي لإلزامية التعليم إلى حدود 15 سنة، ويشمل عشرة مشاريع تهم تطوير التعليم الأولي، وتأهيل المؤسسات التعليمية، وضمان تكافؤ فرص ولوج التعليم الإلزامي، ومحاربة ظاهرتي التكرار والانقطاع عن الدراسة، وتنمية مقاربة النوع في المنظومة التربوية، وإدماج الأطفال ذوي الحاجيات الخاصة، والتركيز على المعارف والكفايات الأساسية، وتحسين جودة الحياة المدرسية. كما تهم هذه الخطة حفز المبادرات والامتياز في الثانوية التأهيلية والجامعية، التي تتعلق بالعمل على تأهيل العرض التربوي في الثانوي التأهيلي، وتشجيع التميز، وتحسين العرض التربوي في التعليم العالي، وتشجيع البحث العلمي. من جانبها، احتجت فوزية اكديرة، الكاتبة العامة للنقابة الوطنية للتعليم العالي التي وقعت لأول على بلاغ مشترك مع باقي النقابات التعليمية، على طريقة إعداد هذا المشروع، واعتبرت، في تصريح ل«المساء»، أنهم اعتادوا خلال الحكومات السابقة التنسيق معهم بخصوص أي مشروع يراد تطبيقه في مجال التعليم، لكن «الوزارة الحالية اختارت منهجا بعيدا عن منطق الإشراك». لكن مسؤولا بوزارة التربية الوطنية نفى ما ذهبت إليه هذه النقابات، وأبرز عبد الحفيظ الدباغ، الكاتب العام لوزارة التربية الوطنية، في تصريح ل«المساء» أن هذا اللقاء الذي استدعيت إليه جميع المكونات النقابية كان الغرض منه هو استشارتها في ما يخص هذا البرنامج الاستعجالي وتسجيل مقترحاتها. وأضاف الدباغ أن الوزارة بصدد البحث عن صيغة توافقية لمعالجة سوء الفهم لدى النقابات، مضيفا أن الخطة تم إعدادها بناء على اللقاءات التشاورية التي عقدت على هامش أشغال المجلس الأعلى للتعليم والممثلة فيه هذه النقابات. وبخلاف ذلك، قال سعيد مندريس، نائب الكاتب العام للجامعة الوطنية لموظفي التعليم، إن الخطة الاستعجالية للنهوض بقطاع التعليم، التي انفرد بتحضيرها اخشيشن، هي نفسها الخطة التي تعتمدها حركة لكل الديمقراطيين التي أطلقها فؤاد عالي الهمة ويترأسها اخشيشن، وأضاف، في تصريح ل«المساء»، أن هذه الخطة تمت صياغتها من قبل التكنوقراط وغيبت بالكامل دور النقابات. وكشف مندريس أن موقف المقاطعة التي أجمعت عليه مختلف النقابات ما هو إلا خطوة أولى للرد على المنهجية الجديدة التي صارت تتعامل بها الوزارة الوصية معهم.