يرى رئيس الاتحاد الوطني لجمعيات المستهلك محمد بنقدور أن عموم المغاربة في حاجة إلى انتهاج ثقافة استهلاكية في رمضان وباقي أشهر السنة خلصها في طرح 3 أسئلة قبل اتخاذ قرار شراء المنتجات الغذائية وهي: لماذا أشتري، وهل ما أشتريه من منتوج ضروري لي، وهل الثمن المعروض يساوي قيمة المنتوج. ويضيف بنقدور أن هذا التدقيق المطلوب قبل شراء المنتوجات يتناقض مع العبارة الشائعة بين المغاربة القائلة «إن العين هي التي تأكل وليس البطن»، وما يجري خلال الشهر الكريم بحيث يشتري الكثير من المغاربة عدة سلع غذائية تؤثث بها مائدة الإفطار ولا تؤكل كلها وبعضها يجد طريقه للأسف إلى سلة القمامة، ويوضح بنقدور أنه بالرغم من نصيحة الأطباء وعلماء التغذية بتجنب الحلويات والنشويات والإكثار من الخضر والفواكه، إلا أن محلات بيع الحلويات والفطائر تشهد إقبالا منقطع النظير خلال شهر رمضان، ويعتبر المتحدث نفسه أن شراء هذه المنتجات يزيد من نفقات الأسر ويعود عليها بضرر صحي لفرط استهلاكها خلال الشهر الكريم. ومن الجوانب التي لا تنتبه إليها فئة واسعة من المستهلكين هو إن كان الثمن المعروض لمنتوج ما يساوي قيمته الحقيقية، ويستدل بنقدور على ذلك بما عرفته أسعار الطماطم في اليوم الأخير قبل رمضان ، حيث أدى الاندفاع الكبير نحو أسواق الخضر والفواكه لشراء كمية كبيرة منها إلى ارتفاع سعرها فوصل إلى 8 و9 دراهم للكيلوغرام رغم أن سعرها المعتاد في الفترة الراهنة لم يتعد 2 أو 3 دراهم، ولكن في اليوم الموالي (الخميس الماضي) رجع سعر الطماطم إلى درهمين، بمعنى أن المواطنين يساهمون في رفع أسعار بعض المنتجات بفعل التهافت على اقتنائها في الوقت نفسه. من جهة أخرى، يحذر مدير شباك المستهلك بالجديدة محمد ديبي في تصريح ل «المساء» من المخاطر التي ينطوي عليها تكاثر السلع المهربة من إسبانيا والتي تباع على قارعة الطريق، موضحا أن شهر رمضان عرف تداول أنواع كثيرة من العصائر، وقد تلقت جمعية حماية المستهلك في الجديدة بعض الشكايات التي تنبه إلى كثرة بيع أنواع العصير في الشارع دون احترام الحد الأدنى للشروط الصحية لعرض المنتوج. ويدعو ديبي إلى تفادي استهلاك الأكلات الجاهزة التي تقدم كوجبة للإفطار خلال أيام رمضان في بعض الشوارع والأسواق الشعبية، حيث لا يتم الحرص في الكثير من الأحيان على شروط النظافة والصحة في ملابس الأشخاص الذين يعدون هذه الوجبات ومكان ووسائل إعدادها كالحريرة وقلي السمك والفطائر وغيرها ويشير المصدر نفسه إلى أن جمعيته لاحظت وجود مواد منتهية الصلاحية ليس فقط في الشارع العام، بل حتى في أحد الأسواق الممتازة بمدينة الجديدة، حيث رصد أعضاء في الجمعية خلال جولة فيه وجود عصائر وشوكولاته منتهية الصلاحية تعرض على العموم.