اكتنف الغموض عملية الهدم التي باشرتها السلطات المحلية في بنسركاو، معززة بكل أنواع القوات العمومية من أجل تنفيذ قرار والي جهة سوس ماسة، الذي نص فيه الأمر الولائي على مادتين، تنص الأولى على هدم البناء المخالف للقانون ولضوابط البناء والتعمير المملوك للمدعو عباس البيراع، الواقع داخل «قصبة سوس»، وإعادة الحالة إلى ما كانت عليه في أجل لا يتعدى 15 يوما. كما أن محضر المعاينة الذي أنجزته مصالح المجلس البلدي ينص على أن المخالفة المسجلة في حق المعني بالأمر تتعلق بتسقيف ثلاث غرف مساحة كل واحدة منها أربعة أمتار مربعة بالخشب في الطابق الأول بدون ترخيص. غير أن عملية الهدم التي باشرتها السلطة المحلية، معززة بالقوات العمومية، تجاوزت ما ورد في محضر المعاينة إلى هدم واجهة القصبة التي تضم أزيد من 50 صانعا تقليديا، وشمل الهدم كذلك مجموعة من الخيام الخاصة بالمبادرة الوطنية للتنمية البشرية، التي يستعد الصناع لنصبها، لعرض منتوجاتهم داخلها في ولاية أكادير إداوتنان. وقد تزامنت عملية الهدم مع زيارة كانت مقررة للسفير الأندونيسي في الرباط، الذي حضر إلى القصبة وعاين آثار الهدم الذي باشرته السلطات ووعد الصناع التقليديين بزيارة ثانية من أجل مدارسة إمكانية عقد اتفاقية شراكة بين الصناع التقليديين المغاربة ونظرائهم الأندونيسيين. ولم يخف عضو من المجلس البلدي كان حاضرا بعين المكان، في تصريح للصحافة، أن هناك شططا في استعمال السلطة وأن أعمال الهدم طالت أماكن غير منصوص عليها في قرار الهدم الذي أصدره الوالي. وأوضح مصدر من المجلس البلدي، في إفادة خص بها جريدة «المساء»، أن السلطة المحلية تجاوزت ما نص عليه القرار إلى «تصفية حسابات» مع مالك القصبة ولم يعد الأمر يتعلق بتطبيق القانون. وقد عاشت قصبة سوس للصناع التقليدية يوما مشحونا، جراء حضور الجرافة وكل أنواع الأمن، مما خلق أجواء استياء بين التجار، الذين ضاعت العديد من منتوجاتهم بين أنياب الجرافة، ولم يخفوا تذمرهم من هذا القرار الذي ينضاف إلى سجل الإهانات والاستغلال الذي تعرضوا له من طرف الإيطالي كوكو عندما كانوا في مركب «لاميدنا «اكادير».