ذكرت بعض المصادر أن أعدادا هائلة من المشردين تتم إحالتهم على قسم الأمراض النفسية والعقلية في المستشفى الإقليمي لإنزكان، الأمر الذي يزيد من الوضعية الصعبة التي يعيشها هذا القسم، حيث تخلق حالة من الاكتضاظ داخل هذا القسم الذي لا تتجاوز طاقته الاستيعابية 60 سريرا ويتوفر على اختصاصيين اثنين و12 ممرضا. وقد شوهدت، مؤخرا، أعداد كبيرة من المشردين الذين يجوبون شوارع مدينة إنزكان وبعض المرضى الذين يتنقلون بين المقاهي والأزقة، حيث يتداول سكان المدينة أحاديث عن أفواج من المصابين بأمراض نفسية يتم ترحيلهم من جهات مجاورة إلى مدينة إنزكان، مما يدفع الجهات المعنية إلى إحالتهم على قسم الأمراض العقلية في المستشفى من أجل العلاج. وذكرت بعض المصادر الطبية أن غياب المؤسسات الوسيطة التي بإمكانها التكفل برعاية المرضى على المدى الطويل يزيد من فترة مكوثهم في المستشفى مما ينعكس سلبا على بقية المرضى الطالبين للعلاج، مما يضطر المصالح المختصة داخل القسم إلى العمل على تقديم علاجات إلى حين استقرار حالة المريض، في حدود 15 يوما، وتضطر بعد ذلك إلى جعله يغادر المستشفى من أجل إتاحة الفرصة لمرضى آخرين. وذكرت بعض الجهات، التي سبق لها أن تتبعت مسار التغيرات التي عرفها القسم، أن مشروع المبادرة الوطنية للتنمية البشرية قد أنقذ القسم من حالة كارثية كان يعشها قبل سنة 2005، فالإصلاحات التي تمت من خلال المبادرة ساهمت بشكل كبير في تحسين ظروف الاستقبال، رغم أنها ما تزال تحتاج إلى بذل مجهود أكبر. وحصلت «المساء» على معطيات تفيد بأن قسم الأمراض النفسية والعقلية في المستشفى الإقليمي لإنزكان هو الوحيد المتواجد في المنطقة الجنوبية للمغرب، حيث يستقبل حالات ابتداء من الحدود الجنوبية للصويرة إلى مدينة الداخلة جنوبا. ورغم أن هناك وحدة في مدينة تزنيت، فإن الطبيب لم يلتحق بعد، في حين يوجد طبيب عسكري في مدينة كلميم بينما لا يوجد قسم خاص بالأمراض النفسية، كما أن هناك وحدة صغيرة في مدينة العيون، غير قادرة على استيعاب عدد كبير من المرضى، ليبقى مستشفى إنزكان الذي يغطي أزيد من نصف مساحة المغرب، هو الوجهة الوحيدة التي يقصدها المرضى.