من بين الجرائم التي لا يزال العديد من تفاصيلها يتردد في أوساط المتتبعين للجريمة بقلعة مكونة، والتي خلقت صدمة نفسية للذين سمعوا عنها، تلك الجريمة التي شهدتها هذه المدينة، التابعة لإقليم تنغير، والتي بلغت مستوى غير مسبوق من البشاعة، مما جعلها لا تزال عالقة بأذهان الرأي العام. ورغم تكرار العديد من الجرائم فإن الملاحظ هو تقلص عددها ومحدوديتها بغض النظر عن الجدل الفكري والقانوني، الذي أثير حول القضية وكذا النداءات والاحتجاجات المتكررة للجمعيات الحقوقية حول هذا النوع من الجرائم، التي يصطلح عليها ب«جرائم الشرف» . في يوم من أيام مدينة قلعة مكونة الواقعة في الجنوب الشرقي للمغرب، والتي تعرف بوديانها المشهورة و بزراعة الورود، اهتزت الأوساط المحلية على وقع جريمة ظلت تفاصيلها تتردد في المجالس الخاصة والعامة. فقد ثارت ثائرة شاب في مقتبل العمر وقام بتصفية أمه وأختين له، بعد أن تناهى إلى علمه أنهما على علاقة بشابين في قرية مجاورة، حيث لم يتمالك الشاب أعصابه وقام بذبح أختيه، فيما ضرب أمه بفأس على رأسها لتنتهي فصول هذه الجريمة المروعة بمقتل ثلاثة أفراد من عائلة واحدة، ولم يكن الدافع سوى ما ادعاه الشاب بخوفه على شرف أختيه وأن قتله أمه كان بدافع أنها تشجعهما على هذه العلاقة، التي يرى أنها قد تجلب العار للأسرة. القاتل شاب يبلغ من العمر 25 سنة، وكان في حالة هيجان عندما دخل على أسرته فذبح أختيه وانهال على أمه بآلة حادة إلى أن لفظت أنفاسها، ولم يستفق من هول الجريمة التي ارتكبها إلا بعد أن انتهى به الأمر أمام الدرك، الذي حقق معه لأزيد من خمس ساعات، فاعترف بالجريمة التي قام بها وبرر دوافع ذلك بالغيرة على عرض أختيه. والغريب في هذه القصة أن تقرير الطبيب الشرعي سيكشف فيما بعد أن الشقيقتين اللتين ذبحتا ما تزالان عذرواين، وتبلغ إحداهما أربعة وعشرين سنة، في حين تبلغ الأخرى اثنين وعشرين سنة. وقد عبر سكان المنطقة عن صدمتهم القوية لهول هذه الجريمة التي خلقت استياء عارما في صفوف المواطنين وأقارب الضحايا.