على الرغم من الاتفاق المبدئي بين إدارة الجيش الملكي والمدرب الوطني امحمد فاخر، فإن هذا الأخير أكد ل«المساء» بأن موعدا للقاء مع الجنرال غدا الإثنين من شأنه أن يعجل بالارتباط المكتوب بين الطرفين، وقال فاخر إن زميله مصطفى مديح قد قام بعمل جيد يستحق المتابعة، وأنه سيعمل على استثمار الخطوات الإيجابية التي قطعها من أجل خلق تماسك أكبر في بنية الفريق. وكان امحمد فاخر قد تلقى في أكثر من مناسبة إشارة من إدارة الفريق العسكري تدعوه للقيام بحصة إحماء استعدادا للعودة إلى الإدارة التقنية للفريق، بل إن مصدرا مقربا من الفريق العسكري أكد بأن أولى المكالمات تعود لما بعد مباراة سبورتينغ برايا من الرأس الأخضر، لكن امحمد كان مرتبطا بعقد مع المغرب التطواني، وقرر احترام التزاماته والحرص على احترام أخلاقيات المهنة، وطلب تأجيل التفاوض إلى ما بعد مباراة نصف نهاية كأس العرش التي جمعت فريقه التطواني بالمغرب الفاسي. وعلى الرغم من المحاولات التي قام بها مسؤولو الرجاء عقب المباراة التي جمعت الرجاء بالمغرب التطواني وجلسة الحوار التي جمعتهم بابن الفريق فاخر، فإن هذا الأخير لم يبد رغبة في العودة إلى الدارالبيضاء، وأكد استعداده لمساعدة الرئيس في تدبير مجموعة من القضايا التقنية بحكم الانتماء. بعد انتهاء مباراة نصف نهاية كأس العرش تلقى مديح مكالمة هاتفية من الجنرال حسني بنسليمان، امتزج فيها الشكر بالوداع، رغم أن مصطفى كان يود لو أكمل مشوار الكأس بعد أن أصبح على مرمى حجر من الازدواجية. في الوقت الذي سيكون فيه فاخر في مكتب الجنرال من أجل توقيع عقد العودة إلى تدريب الفريق، سيكون أمامه مديح الذي سينال ما تبقى من مستحقاته، بعد أن تقرر أن يتم الفراق في أجواء حبية أو بلغة التوافق على حد تعبير المسيرين، وكان مصطفى مرتبطا مع الجيش بعقد لازال ساري المفعول إلى نهاية الموسم القادم، بل إن العقد يلزم إدارة الجيش بأداء شرط جزائي في حالة عدم استكمال العقد حدد في 100 مليون سنتيم، لكن يبدو أن مديح لا يرغب في إنهاء الارتباط على إيقاع الخلاف. ولأن يد رجالات الجيش تمتد إلى الجامعة فإن الأخبار القادمة تبشر مديح بقرب تعيينه كمدرب مساعد للفرنسي روجي لومير، وهو العرض الذي سيجعل مديح يغلق هاتفه في وجه مخاطبيه الذين يودون تحويل اتجاهه نحو الخليج العربي وبالتحديد لنادي الوكرة القطري، كما أن اتصالات وصفها مصطفى بغير الرسمية قد بدأت مع أولمبيك خريبكة، يقول مديح في هذا الصدد إنه يعطي الأولوية المطلقة للوطن وللمنتخبات الوطنية، لكنه لن ينتظر طويلا، فالرجل ليس له مورد رزق آخر سوى ما يناله من عائدات التدريب. الآن وقد استبدل الجيش مدربا مغربيا بآخر يحمل نفس الجنسية ونفس الهواجس، فإن كل المؤشرات تؤكد أن إدارة الجيش تسير في اتجاه مغربة الأطر التقنية، حيث تعاقب على تدريب الفريق في السنوات الأربعة الأخيرة مدربون مغاربة هم فاخر والميلاني ومديح.