لم تقدم الكثير من المنتخبات عروضاً تلفت الأنظار في بداية كأس العالم لكرة القدم، لكن ما نال إشادة واسعة حتى الآن هو أداء الحكام في البطولة المقامة بجنوب إفريقيا. وكانت المراحل الأولى في كثير من النسخ السابقة شهدت تدخل الاتحاد الدولي لكرة القدم «الفيفا» للتعليق على بعض المخالفات والتي نتج أغلبها عن الاندفاع في استخدام الإنذارات كعقوبة لعرقلة لم تحدث من الأساس. لكن في البطولة الحالية جاء تدخل «الفيفا» على نحو محدود بعد الأداء الجيد والمتألق أحياناً من الحكام في المباريات. وقال أنخيل ماريا بيا، رئيس الاتحاد الإسباني لكرة القدم، والذي يشغل أيضاً منصب رئيس لجنة الحكام في «الفيفا» «قدمت التهنئة للحكام على عروضهم الجيدة». وأضاف قائلا: «أطقم الحكام كانت رائعة في كل المباريات، نحن سعداء بالطريقة التي تسير بها بطولة كأس العالم، «وجاء الاختبار الأول في البطولة خلال المباراة الافتتاحية، يوم الجمعة الماضي، بين جنوب إفريقيا والمكسيك عندما سيطر الحكم الأوزبكي رافشان ايرماتوف على حماس لاعبي الفريقين في البداية دون استخدام البطاقات الصفراء أو الحمراء. وفي مباراة فرنسا مع أوروغواي لم يلتفت الحكم الياباني يويتشي نيشيمورا إلى بعض الحركات التمثيلية من اللاعبين في بداية اللقاء ومنح الفرصة أمام للفريقين لاستمرار اللعب دون توقف عندما كان الأمر يستحق، وهو ما استمر في المباريات التالية بالبطولة. ومن بين خمس حالات طرد في البطولة حتى الآن ثار جدل كبير حول البطاقة الحمراء التي تلقاها الأسترالي تيم كاهيل في مباراة فريقه أمام ألمانيا، لكن الحكم الأرجنتيني هكتور بالداسي نجح في مشاهدة لمسة يد الصربي زدرافكو كوزمانوفيتش التي تسببت في ضربة جزاء جاء منها هدف فوز غانا. ورغم عدم تمكنه من التعليق على القضايا الفنية الخاصة بالتحكيم، والتي يستعرضها المنظمون بعد نهاية الدور الأول، إلا أن نيكولاس مينجوت المتحدث باسم «الفيفا» أكد أن أداء الحكام في جنوب إفريقيا يعود لفترة الإعداد الطويلة لهم قبل البطولة. وقال مينجوت: «بشكل عام انفق «الفيفا» الكثير من الجهد في التحكيم، الحكام هنا استعدوا لسنوات طويلة وأداروا مباريات معاً في بطولات أخرى عديدة تابعة للفيفا. إنهم يعملون في مجموعات ثلاثية من نفس الدولة أو نفس المنطقة ويتحدثون نفس اللغة والفيفا كان نشطا للغاية في محاولة تطوير الحالة التحكيمية». ويمثل التفسير الجديد لقانون التسلل تحدياً كبيراً للمساعدين، لكنهم نجحوا في قراراتهم على نطاق واسع حتى الآن رغم الاعتراضات المعتادة من المدافعين والجالسين على مقاعد البدلاء. كما يستحق الفيفا الإشادة للاستمرار في سياسة وضع الثقة بحكام من بعض الدول غير المتقدمة على الصعيد الكروي. ويشارك حكام من غواتيمالا واليابان وأوزبكستان ونيوزيلندا وجنوب إفريقيا وأوروغواي والمجر وسيشل في إدارة مباريات بالدور الأول للبطولة.