سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
وفاة إمرأة وانهيار زوجها في بنسليمان إثر تدخل للقوات العمومية من أجل تنفيذ حكم قضائي أقارب وجيران زوجين في دوار «أولاد وهّابْ» يتّهمون الدرك الملكي بعدم إسعافهما
انتهى تدخل القوات العمومية، لتنفيذ حكم ابتدائي يقضي بتسليم زوجين جزءا من أراضيهما إلى أحد جيرانهما، أول أمس الخميس، في دوار «أولاد وهّاب» في قيادة «الزيايدة»، التابعة لإقليم ابن سليمان، بتناول الزوجين مبيداً للحشرات، وبوفاة الزوجة في ظروف غامضة (انتحار أم قتل) ودخول زوجها في غيبوبة نُقل إثرها إلى مستشفى ابن سينا في الرباط. وبينما تم نقل جثة الضحية إلى قسم التشريح في الدارالبيضاء، للوقوف على أسباب الوفاة وتحديد نوعية السموم التي تجرعتها السيدة في لحظة غضب ويأس، مازال الزوج يرقد في إحدى غرف مستشفى العاصمة، بين الحياة والموت. وذكرت شقيقتا الضحية فاطنة بن ريضى (60 سنة)، وابنة أخ زوجها عمر الحبيب (80 سنة)، في تصريحات متفرقة ل«المساء»، أن الزوجين اللذين كانا يعيشان وحيدين بعد وفاة ابنيهما، فوجئا، ظهر يوم الخميس المنصرم، بعناصر من القوة العمومية (الدرك الملكي والقوات المساعدة وعون قضائي) تقتحم منزلهما، من أجل تنفيذ حكم ابتدائي قاضٍ بمنح جزء من أرضهما لفائدة أحد جيرانهما، فحاولا منع تنفيذ الحكم، وهو ما جعل السلطات العمومية تلجأ إلى استعمال القوة. كما أن الزوجين، ومن شدة إحباطهما وإحساسهما بالإهانة، تناولا مبيدا للحشرات خاصا بزراعة المقدونس. وأضاف أقارب الزوجين أنه، عوض العمل على إنقاذهما، عمد عناصر الدرك الملكي إلى تصفيد الزوجين وتركهما لأزيد من ساعة تحت الشمس الحارقة، والعمل على تنفيذ الحكم الذي اعتبره الأقارب جائرا، قبل أن يحملوا الزوجة، المنهارة بفعل التسمم، على متن عربة مجرورة بحمار، وأخذ زوجها الشيخ الذي أكد الأقارب أنه تعرض للضرب بحجر كبير على مستوى رأسه، من أمام منزله قرب وادي «دالية»، إلى الطريق على بعد حوالي 500 متر، حيث تم نقلهما على متن سيارة أجرة قبل أن يعاد حملهما، على متن سيارة تابعة للدرك الملكي، إلى مركز الدرك في مدينة ابن سليمان، ومن هناك نُقلا على متن سيارة تابعة للوقاية المدنية إلى المستشفى الإقليمي، حيث لفظت السيدة أنفاسها الأخيرة، فيما سقط الزوج مغمى عليه، متأثرا بالسموم التي تجرّعها وبالضرب الذي تعرض له.. وذكر أحد أقاربه أنه مصاب على مستوى الرأس والعين اليمنى إصابات خطيرة. وتساءل أقارب الزوجين عن سبب التماطل في إنقاذ الزوجين، ولماذا لم يتم استدعاء سيارة الإسعاف لحظة تناولهما السموم؟ وذكر أحد جيران الزوجين أن الزوج قاوم تنفيذ الحكم وأنه أشهر سكينا في وجه القوة العمومية، وظل يلوح به في وجه كل من حاول الاقتراب من ضيعته، وأن أحد عناصر الدرك الملكي حاول استعمال مسدسه، لكنه تراجع قبل أن يعمد إلى حمل حجر أصاب به الزوج على مستوى رأسه، حيث سقط مغشيا عليه... ولم يعرف أي من أقارب الزوجين ولا جيرانُهما متى وكيف تناول الزوجان المبيد القاتل؟ وذهبت شقيقتا الضحية إلى حد اتهام القوة العمومية بالقتل، خصوصا أن مدة اعتقال الزوجين والاعتداء عليهما، والطريقة التي تمت بها عملية نقلهما من دوار «أولاد وهاب» إلى مدينة ابن سليمان على طول حوالي 30 كلم، جعلت السموم تسري في جسدي الزوجين وتفتك بالزوجة، فيما مازال الزوج يحتضر. يُذكَر أن الزوجين اللذين يديران ضيعة صغيرة للرمان وبعض الخضر، على مساحة أربع هكتارات، دخلا في نزاع مع أحد جيرانهما طالب، قضائيا، بنصف الضيعة، على أساس أن الزوجين يحتلانها ظلما وعدوانا، وتمكن من كسب الحكم قضائيا.