ذكر مجموعة من المواطنين في مدينة أكادير أن شركة تدَّعي أنها تنشُط في المجال السياحي، تتصل بأرقامهم على الهاتف الثابت وتخبرهم بأنهم «فازوا» بجائزة مهمة وتطلب منهم الالتحاق بمقرها في شارع مراكش في أكادير. وبعد أن يحضر المرشح لتسلُّم الجائزة، يجد في استقباله فتاةً تطرح عليه العديد من الأسئلة عن الأماكن التي يفضل أن يقضي فيها عطلتَه الصيفية، ويوجد من ضمن الأسئلة المطروحة على المرشَّح، الدخلُ الشهري ونوعيةُ العمل.. بعد ذلك، تعطيه الفتاة المستخدَمة فكرةً عن الشركة. ومن بين القضايا التي يتم التطرق إليها أثناء الحديث مع المرشَّح عن طريقة اشتغال الشركة هي أن الأمير مولاي هشام هو أول من أدخل هذه الطريقة في الاشتغال إلى المغرب، لمحاولة إيهام المرشح على أن الأمر جِدي... بعد ذلك يُطلَب من المرشح أن يؤدي ثمن بطاقة الانخراط التي تدوم 27 سنة يتمكن بواسطتها المرشح، حسب زعمهم، من الاستفادة من التخفيضات في الفنادق المشاركة مع الشركة في هذه المسابقة لمدة سبع وعشرين سنة. وتنتقل الفتاة المكلَّفة بالتواصل مع المرشَّح إلى عرض الفنادق والمدن السياحية عبر العالم وتطلب من المرشح أن يختار الوجهة التي يريدها. كل هذه المراحل تُقدَّم للمرشح على أنها اختبار. وبعد أزيد من 45 دقيقة، تخاطب الفتاة المرشح قائلة: «عليك أن تنتظر نتائج اللجنة. وبعد ذلك، يظهر شاب ويقدِّم نفسَه على أنه الممثل المالي للشركة، ويقول للمرشح: «مبروك، لقد فزت معنا بالجائزة»!.. وحين يتساءل المرشح عن طبيعة الجائزة، يجيبه «الممثِّل» المالي بأن عليه أن يدفع مبلغ 1200 درهم من أجل الفوز بتخفيض في إحدى الرحلات السياحية... ولإقناعه، يقول له إن هناك محامين وفنانين مشهورين قد فازوا بنفس «الجائزة»..!. وقد وقع في شباك هذه «الشركة» مجموعة من المواطنين من مدينة أكادير، حيث دفعوا مبالغَ مالية للشركة دون الاستفادة من أي رحلة. ومن الأمور الغريبة التي يحكيها بعض الذين مروا بهذه التجربة أن المسؤولين داخل هذه الشركة لا يتركون الفرصة للمرشح للخروج إذا أخبرهم بأنه لا يتوفر على المبلغ المطلوب كاملا وبأنه سيذهب لاستكمال المبلغ وسيعود بعد ذلك، بل يطلبون منه أن يقدم ما توفر لديه قبل الخروج، خوفا من أن يغير رأيه، إن هو خرج. ويتساءل الضحايا الذين التقتهم «المساء» عن مدى توفر الشركة على الشروط القانونية التي تُمكِّنها من الاشتغال واتخاذ مقر لها، رغم أنه لا يتوفر على مواصفات الشركات التي تشتغل في مجال السياحة، باعتباره مجرد مسكن ضيق تم كراؤه لأغراض تبدو محدودة في الزمن، الغرض منها النصب على الناس. كما تساءل الضحايا الذين مروا بهذه التجربة عن انتهاك الشركة لخصوصيات المواطنين، باستعمالها أرقامَ الهواتف والاتصال بهم في بيوتهم.