سيستعيد مجموعة من النجوم الشباب من المغرب العربي على مدار ثلاثة أيام، 50 أغنية تنتمي جميعها إلى الذاكرة الموسيقية المغاربية الخالدة لفنانين كبار، أمثال دحمان الحراشي، اسماعيل أحمد، الهادي الجويني، رابح درياسة، عبد الوهاب الدكالي، محمود الإدريسي، صليحة، الحسين السلاوي، صادق ثريا، محمد حمزة، الحاج محمد العنقة، الهاشمي قروابي، نعمة، عبد الهادي بلخياط، علية، سالم الهلالي، سلوى، محمد الحياني، أحمد وهبي، أحمد حمزة، بهيجة إدريس، عُلَية التونسية وغيرهم... يهدف تقديم هذا الريبرطوار من الإرث الثقافي والفني المغاربي، والمقترَح من طرف مهرجان «أوتار» أو «الربيع الثقافي للحوز» خلال سنة 2010، إلى مد جسور التواصل بين الفنانين المغاربيين، الذين أسسوا في وقت من الأوقات مدرسة فنية مغاربية متميزة، لا تعترف بالحدود بين دول المغرب العربي. وإلى تأكيد كون شعوب المغرب العربي لا يهمّها شيء آخر حين يتعلق الأمر بالاحتفال. المغرب العربي سيأخذ الكلمة على منصة «أوتار» في مدينة بن جرير، للتعبير عن فرحه وآلامه، مسلّما صوته لموسيقيين وفنانين موهوبين، وذلك ما بين 6 و9 ماي الجاري، تحت شعار «تراث حي ووحدة ثقافية مغاربية». يقول المنظمون في ندوة صحافية نظمت مؤخرا، «باعتماد مهرجان «أوتار» على الإرث الثقافي والفني الذي تقتسمه شعوب المغرب العربي، يكون المهرجان بذلك قد تجاوز الحدود السياسية وأبرز رغبته الأكيدة، ومن جديد في كون الوحدة الثقافية لهذا الجزء من إفريقيا، العربي والأمازيغي، التي تهدهدها رياح المحيط والمتوسط البحرية، وتهزّها روحانية الصحراء، والمفتوحة على إيقاعات أفريقيا السوداء، هي واقع حيّ لا غبار عليه»... وقال المنظمون، خلال ندوة صحافية عقدت، مؤخرا، في مدينة الدارالبيضاء، لتقديم برنامج الدورة الثانية من مهرجان «أوتار» إن النسخة الثانية تهدف إلى ترسيخ المهرجان كحدث ثقافي سنوي، يرمي إلى فك العزلة عن منطقة الرحامنة، التي تعاني غياب البنيات التحتية اللازمة لتأسيس فعل ثقافي جاد. وقال محمد الناجي، مدير المهرجان في الندوة التي نظمت في العاصمة الاقتصادية، إن تنظيم مهرجان في الرحامنة، التي تفتقر إلى أبسط الشروط، والتي تساعد الشباب على التعبير عن ميولاتهم وصقل مواهبهم الفنية، يعد تحديا كبيرا».. مشيرا إلى أنه «من السهل تنظيم مهرجان في مراكش أو الدارالبيضاء، أو الرباط مثلا، لكن من الصعب تنظيمه في منطقة شبه نائية لا تتوفر على معاهد موسيقية، ولا على قاعات سينمائية أو مسارح أو مؤسسات فنية». وعبر الناجي عن تفاؤله بمستقبل هذا المهرجان، الذي يعد من المهرجانات القليلة في المغرب، التي تحمل مشروعا ثقافيا جادا له أهداف واضحة، من شأنها أن تساهم في تنمية المنطقة، مشيدا في الوقت نفسه بجميع الداعمين، الذين ساهموا في تسخير وسائل وإمكانيات مادية كبيرة، ستساهم في الدفع بعجلة التنمية، وفي خلق حركة ثقافية وفنية مهمة في المنطقة، من خلال بناء معاهد وقاعات للعروض الفنية بمختلف أصنافها. من جهتها، قالت الفنانة المغربية ليلى الكوشي، بصفتها المديرة الفنية للمهرجان، إن الدورة الثانية تسعى إلى الاحتفاء بالأغنية المغربية، من خلال إشراك عدد كبير من المغنين المغاربة، خصوصا الشباب منهم، الذين يعوَّل عليهم في حمل مشعل الأغنية المغربية، مشيرة إلى أن المهرجان يأخذ على عاتقه ربط هؤلاء الشباب، الذين أبانوا عن كفاءاتهم الفنية، وتألقوا في مختلف المناسبات الفنية، بجذورهم المغربية والمغاربية، من خلال أدائهم لأغاني الرواد، الذين أسسوا صرح الفن المغاربي، مبرزة أن «مؤسسة الرحامنة للتنمية المستدامة» ستعكف على دعم هؤلاء الشباب في إنتاج أغنية لكل واحد منهم. وأبرزت الكوشي أن دورة هذه السنة تسعى، أيضا، إلى أن تكون بوثقة ينصهر فيها الضيوف الأجانب، من موسيقيين ومغنين وراقصين من الهند ومن أعرق التقاليد المغربية، مشيرة إلى أنه، بعد نجاح الدورة الأولى، يعود المهرجان للاحتفاء بالتراث الوطني، عبر مختلف أشكاله التعبيرية. وتتميز فقرات المهرجان، الذي سيكرم الأغنية المغاربية، من خلال روادها، بمشاركة العديد من النجوم، أمثال الشاب خالد والحاجة الحمداوية والموسيقيين عز الدين منتصر، ومصطفى الركراكي، اللذين سيقودان كوكبة من الفنانين الشباب، الذين سيحرصون على ارتداء أزياء مغاربية أصيلة من ابتكار المصممة المغربية الشهيرة سميرة حدوشي، وهم هناء الإدريسي وحاتم إيدار وحاتم عمور وسعد لمجرد وهاجر عدنا ويوسف جريفي وليلى الكوشي وهدى سعد ومعتز وإيمان قريقبو ومريم بنمير وإلياس طه وطارق جهاد وتوفيق البوشيتي من المغرب، ولمياء بطوش ونور الدين الطيبي وطارق التونسي من الجزائر. كما سيشهد المهرجان مشاركة مجموعتي «مازاكان»، و»هوبا هوبا سبيريت» من المغرب، ومجموعة «راجستان روتز» من الهند. ويتضمن برنامج المهرجان أيضا عرض خمسة أفلام سينمائية مغاربية، ويتعلق الأمر بأفلام «خربوشة» لحميد الزوغي، و«موسم لمشاوشة» لمحمد عهد بنسودة، و«أقدار متقاطعة» لإدريس اشويكة، من المغرب، و«مسخرات» لإلياس سالم، و«حراكة» لمرزاق علواش من الجزائر، إضافة إلى ندوة فكرية حول «الجهوية». كما سيتضمن برنامج المهرجان معرضا للفن التشكيلي ومحترفا صباغيا تحت إشراف الفنان التشكيلي المغربي الحسين الميلودي، إضافة إلى عروض للفروسية. وموازاة مع المهرجان، تنظم «مؤسسة الرحامنة للتنمية المستدامة» في مدينة مراكش، بشراكة مع جهة الحوز تانسيفت، «جامعة ربيع الحوز» المخصّصة لموضوع الجهوية. يشارك في هذه الجامعة متخصصون بارزون ومسؤولون من مستوى رفيع من مختلف جهات المملكة.