اعتبر قائد القوات الأميركية في أفغانستان، الجنرال ستانلي ماكريستال، أن القيادات العسكرية لحركة طالبان الموجودة داخل أفغانستان تعاني من الوهن والضعف، وقد بادر عدد منها إلى عرض إلقاء السلاح والانسحاب من النزاع ، مضيفاً أن القيادات المصرة على القتال موجودة في الخارج.وقال ماكريستال، في مقابلة مع CNN، إن قواته هزمت طالبان وأخرجتها من العديد من المناطق، وقد سببت هذه الهزائم زعزعة مواقع قادة الحركة، لكنه أشار إلى أن قلقه الأكبر حالياً هو على الوضع في باكستان التي تخوض بدورها مواجهات مع التنظيمات المتشددة المحلية. وأضاف ماكريستال إن العلاقة بين الأوضاع الأمنية في باكستانوأفغانستان كبيرة للغاية، لافتاً إلى أن إسلام أباد "تدرك ذلك جيداً". ورغم طمأنته إلى حالة الضعف في صفوف طالبان، إلا أن الجنرال الأميركي أكد أن الحركة ما تزال قادرة على تهديد الأمن الأفغاني إلى درجة "يمكن أن تهدد مجمل المنطقة وتتيح عودة تنظيم القاعدة إلى أفغانستان". من جهته، قال الجنرال ديفيد بتريوس، قائد القيادة الأميركية الوسطى، إن القوات الدولية في أفغانستان "قادرة على النجاح،" غير أنه دعا إلى عدم السعي لقياس درجة النجاح في خطة تعزيز القوات التي أقرتها واشنطن قبل ديسمبر من العام المقبل. وتوقع بتريوس أن تترافق زيادة القوات الأميركية في أفغانستان مع "زيادة العنف والأحداث الأمنية،" في فصلي الربيع والصيف المقبلين. وطمأن بتريوس إلى قدرته على تحقيق النجاح في أفغانستان كما فعل في العراق قائلاً "الأوضاع في أفغانستان حالياً لا تقل سوءا عن مثيلتها في العراق عندما تسلمت قيادة القوات في ذلك البلد، بل إن أوضاع أفغانستان أكثر صعوبة". يذكر أن ماكريستال كان قد تحدث أمام الكونغرس، حيث قال إن إلقاء القبض على زعيم تنظيم القاعدة، أسامة بن لادن، ودحر العودة القوية والزخم الذي اكتسبته مليشيات طالبان، من أهم الخطوات الضرورية نحو تحقيق النصر في الحرب بأفغانستان. وقال ماكريستال، خلال جلسة استماع أمام لجنة الخدمات المسلحة بمجلس الشيوخ الثلاثاء، إن أكثر الإرهابيين المطلوبين للولايات المتحدة "شخصية ملهمة" ساعد بقاؤه على الحياة في تقوية القاعدة كمنظمة لها مؤيدوها في أنحاء العالم"، وأن نجاحه في الإفلات بعد 8 سنوات من هجمات 11/9 في 2001، يذكي جذوة التطرف حول العالم. إلا أنه استدرك بأن قتل أو اعتقال بن لادن لن يؤدي في حد ذاته إلى اجتثاث القاعدة. وأوضح أن دحر حركة طالبان، التي سمحت للقاعدة بالعمل انطلاقاً من أفغانستان قبيل هجمات سبتمبر، هو مطلب أساسي لتدمير التنظيم الذي يتزعمه بن لادن. وأضاف قائلاً "من أجل تحقيق هدفنا الأساسي في هزيمة القاعدة ومنعها من العودة إلى أفغانستان، يجب إرباك وتفكيك قدرات طالبان ومنع تواصلها مع إلى الشعب الأفغاني وتعزيز الأمن الأفغاني". من جهة أخرى، حصل الجيش الأميركي على طائرات من دون طيار لاستخدامها في عمليات تموين القوات المنتشرة في أفغانستان, وفق ما أعلن أمس الأربعاء جنيرال في سلاح الجو الأميركي, دون أن يشكف متى سيجري اختبار تلك الطائرات. وقال الجنيرال دونكان ماكناب, قائد عمليات النقل في الجيوش الأميركية " اشترينا بعض هذه الطائرات لنرى كيف ستسير الأمور". ويحل اللجوء إلى طائرات بدون طيار مشكل تموين القوات المنتشرة في هذا البلد الذي تكثر فيه الجبال, فضلا عن ضعف بنيته التحتية على مستوى الطرق والممرات. وأبرز الجنرال ماكناب أن هذه الطائرات ستتيح للجيش الأميركي نقل طرود صغيرة الحجم تحتوي مثلا على معدات طبية ولكن أيضا التقاط إشارات أجهزة "جي بي اس" التي تكون قد تركت على الأرض خلال رمي المؤن من الجو. وأضاف أنه " نظرا لزيادة تكاليف إلقاء المؤن من الجو, فإن استعمال طائرات دون طيار قد يجعل عمليات التموين الجوي بأقل كلفة" ولكنه لم يوضح متى ستبدأ المهمات الأولى لهذه الطائرات. وكان الجيش الأميركي وأجهزة المخابرات أوصيا في السنوات الأخيرة, بمزيد من الطائرات دون طيار من أجل المراقبة وأيضا من أجل القتال, خاصة في العراق وباكستانوأفغانستان.