تنطلق، اليوم الثلاثاء، أطوار محاكمة الراقصة فاطمة (ع)، 24 عاما، وعشيقها رشيد (ح)، المعروف ب "الشواي" أمام الغرفة الجنائية الابتدائية بمحكمة الاستئناف بمراكش، بعد إنهاء التحقيقات التفصيلية، التي باشرها معهما قاضي التحقيق على مدى 11 شهرا.لكشف غموض جريمة القتل البشعة، التي راح ضحيتها زوج الراقصة المدعو أحمد زكيكرة (40 عاما)، الذي كان يعمل في الأمن الخاص بملهى ليلي بأحد الفنادق المصنفة بممر النخيل بمراكش. ويتابع المتهمان، الموجودان رهن الاعتقال الاحتياطي بسجن بولمهارز، طبقا للدعوى العمومية، وملتمسات الوكيل العام للملك، بجناية القتل العمد والمشاركة فيه، مع سبق الإصرار والترصد، وجنح ارتكاب أعمال وحشية على جثة، ومحو آثار الجريمة لعرقلة سير العدالة، والمشاركة في الخيانة الزوجية، والتحريض على الدعارة. واستأثرت جريمة القتل البشعة، التي لا يمكن تصديقها إلا في الأفلام "الهوليودية" باهتمام الرأي العام المحلي والوطني، وخلفت ردود أفعال متباينة في أوساط المجتمع المراكشي، الذي أصبح متعطشا لمعرفة مآل القضية، التي وضعت حدا لتضارب الروايات وتناسل الإشاعات، التي يجري تداولها في أوساط سكان المدينة الحمراء. وكانت هنية (53 سنة)، والدة الراقصة، المتهمة الرئيسية في جريمة القتل، التي راح ضحيتها زوج ابنتها، من خلال تقطيع جثته إلى 17 قطعة، ورميها في أماكن متفرقة، بالقرب من مطار مراكش، قبل إقدامها على الانتحار، تنقلت في أكثر من مكان بضواحي مدينة مراكش، خصوصا بين منطقة سيدي رحال وتمصلوحت، مباشرة بعد إلقاء القبض على ابنتها فاطمة، وافتضاح أمر القتل وتقطيع الجثة وإحراق باقي أطرافها، لطمس معالم الجريمة. وعمدت المتهمة المتوفاة إلى استعمال الخمار لحجب ملامح وجهها، بعدما اشتد الخناق عليها، وأدركت أن أحكاما قاسية تنتظرها، ليجري العثور على جثتها فوق سرير خشبي بإحدى الغرف التابعة لزاوية سيدي عبد الله بن احساين بمنطقة تامصلوحت، بعد شربها مادة قاتلة "الماء القاطع"، لتضع حدا لحياتها وتوقف الرعب، الذي سكنها منذ ليلة مقتل زوج ابنتها.