كشف تقرير أصدره "مركز النجدة لمساعدة النساء ضحايا العنف"، أن العنف ضد المرأة يستهدف كل المستويات الاجتماعية..وأن 72.65 في المائة من النساء المعنفات هن خارج بيت الزوجية، و61.71 في المائة لجأن إلى أسرهن، والباقيات تفرقن بين الأصدقاء، والأخوات، وأهل الزوج، ومركز الإيواء، أو يعشن بمفردهن، أو مشردات. ويتضمن التقرير، الذي قدمه المركز أول أمس الأربعاء، وأنجز بتنسيق مع شبكة مراكزه، أنشطة برنامج المركز منذ سنتين، حول "حماية النساء من العنف مسؤولية الدولة والمجتمع والجماعات المحلية". واستقبل المركز خلال هذه الفترة 450 مستفيدة، فتحت لهن ملفات، وجرى الاستماع إليهن، وتقديم الدعم والإرشاد القانوني والنفسي والاجتماعي، وتوثيق حالاتهن. وأوضح التقرير أن 90.18 في المائة من النساء المعنفات ينتمين إلى مدينة الدارالبيضاء، و2.23 في المائة من مدن أخرى، و7.58 في المائة يتحدرن من مناطق قروية. وكشف أن أكثر من ربع النساء المستفيدات في المركز ينتمين إلى منطقة الفداء، بالدارالبيضاء (26.28 في المائة) لوجود مركز النجدة بترابها، تليها مقاطعات مولاي رشيد (17.52 في المائة)، والحي المحمدي (11.29 في المائة)، ومقاطعة سيدي مومن (11.29 في المائة). وحول المستوى الدراسي للمرأة المعنفة، أبرز التقرير أن 26.32 في المائة من النساء أميات، و26.40 في المائة مستواهن لا يتعدى الابتدائي، و 23.13 في المائة إعدادي، بينما 17.48 مستواهن ثانوي، و6.65 جامعي، مشيرا إلى أن 27 في المائة من المستفيدات أميات، أو ذوات مستوى تعليمي أولي، ما يفسر النسبة الكبيرة (حوالي الثلثين) من اللواتي بلا عمل في صفوف هؤلاء النساء، لأنهن من دون مؤهل يمكنهن من الحصول على عمل، وهناك فقط 11.28 ممن لهن عمل قار، و65 في المائة بلا عمل. وتطرق التقرير إلى المستوى التعليمي للرجل المعنف، إذ أوضح أن 26.86 في المائة أميون، و21.9 مستواهم لا يتجاوز الابتدائي، بينما متوسط الأطفال عند بعض النساء المعنفات هو 1.77 في المائة، وقد يصل إلى 8 أطفال عند بعض النساء. وحدد التقرير أنواع العنف الممارس على هؤلاء النساء في الجسدي، والنفسي، والجنسي، والعنف المركب، مشيرا إلى أنهن يعانين، بدرجة كبيرة، العنف النفسي (66.1 في المائة)، المتمثل في السب والشتم، والإهانة، والتهديد، والابتزاز، والعنف الجنسي (بنسبة 11.61 في المائة). وقالت عائشة لخماس، رئيسة مركز النجدة لمساعدة النساء ضحايا العنف، ل"المغربية"، إن وجود مراكز مؤطرة من طرف الجماعات المحلية في مقر المقاطعات ومجالس المدينة، سيساهم في دعم النساء ضحايا العنف، وتقديم الخدمات الضرورية لهؤلاء النساء. وأضافت أن الهدف من خلق مراكز بالجماعات والمقاطعات هو تقريب الأخيرة من المواطنات، باعتبارها فاعلا رئيسيا، ويدخل هذا العمل في عمق اهتمامها. وطالب التقرير بتأسيس منتدى للنساء المستشارات، على غرار منتدى البرلمانيات، للنهوض بأوضاع المرأة المعنفة، وتقديم الحماية والدعم. أما أحمد بريجة، رئيسة مقاطعة سيدي مومن، فوعد المركز بوضع "استراتيجية جديدة لمجلس المدينة، خلال 2010، تتضمن الانفتاح على المجتمع المدني، ومن بينه الاتحاد النسائي المغربي". وتخلل لقاء تواصليا، نظمه مركز النجدة، شهادات صادمة ومؤثرة لنساء ضحايا العنف، بينهن مغربية تعيش في الإمارات العربية، اتصلت هاتفيا، وتطالب بالعودة إلى المغرب، وشهادات نساء طردهن الأزواج من بيت الزوجية، وأخريات تعرضن لعنف مبرح في مختلف أجزاء الجسم.