كان ذلك الصباح هادئا كباقي أيام فصل الربيع في مدينة بني ملال، الطبيعة تغري زوارها، وعشاق رياضة الجري في الصباح بالمحاذاة مع مياه عين أسردون. كل شيء كان طبيعي، مع حركة الشمس التي تمسح المنتزهات، بجبال الأطلس المطلة على المدينة، الناس منشغلون بقضاء احتياجاتهم.موقع اقتراف الجريمة وما كادت تصل عقارب الساعة إلى العاشرة صباحا من ذلك اليوم، حتى بدأت الأخبار تسري بين أحياء المدينة، عن خبر وقوع جريمة قتل، سرعان ما تناقلتها الألسن والآذان، جريمة كان لها وقعها على مدينة صغيرة مثل بني ملال كالصاعقة، انتشر صدى الخبر في كل جوانب المدينة، إنها جريمة قتل شنعاء، كانت ضحيتها فتاة في مقتبل العمر، عثر بعض الرعاة بعد تسعة أيام من مقتلها على جثتها، تنهش الكلاب الضالة بعض أطرافها المتحللة. إنها جريمة قتل الشابة ليلى شطيبي، 20 عاما، التي وقعت بتاريخ 24 أبريل من سنة 2007، واكتشفت أطراف الجثة بالصدفة مدفونة قرب كلية العلوم والتقنيات بمغيلة، وأبلغ عنها الرعاة، الذين وجدوا جثتها السلطات الأمنية بتاريخ الفاتح من شهر ماي 2007، إذ قاد التحقيق والتحري إلى الوصول إلى متهمين رئيسيين في الجريمة، ويتعلق الأمر ب "المزراري محمد"، خياط، 37 سنة، المعروف "بمول الباش" غير متزوج،" وشريكه مصطفى بوغيبة"، عطار، 45 سنة، متزوج وله ستة أبناء، واللذين اعترفا بارتكابهما الجريمة، وأحيلا على التحقيق. كما أحيل صاحب الهوندا، الذي نقل الجثة إلى التحقيق، بعدما أوهمه المتهمان بأن جثة الضحية، التي كانت معبأة في أكياس بلاستيكية، هي مجرد أكياس علف ماشية، ويرغبان في نقلها إلى منطقة تامشاطت، بعدما مزجا العلف مع أجزاء الضحية داخل الأكياس. بعد إنهاء التحقيق في أسباب ارتكاب الجريمة، أحضرت عناصر الشرطة القضائية المتهمين "الخياط وشريكه العطار"، في الرابعة بعد الظهر من يوم الجمعة 4 ماي 2007، لإعادة تشخيص أطوار عملية القتل بحي خريبكة بالعامرية قرب شارع الجيش الملكي، وتبين من تفاصيل تمثيل الجريمة أن المتهم الأول "الخياط"، دبر عملية قتل جارته الضحية وتدعى ليلى شطيبي، عندما كلفته بالبحث لها عن منزل جديد تقتنيه لتقطن فيه، بعد أن باعت منزلا آخر، كان في مليكتها بحي المسيرة 2، بمبلغ 41 مليون سنتيم، ولم تكن تدري أنها كانت تكلفه ببحث طرق تصفيتها، إذ أعمى الطمع والجشع المتهم، واستغل ثقتها فيه، على اعتبار أنه جارها وكان يكتري المنزل السفلي، وكلفته أيضا بالقيام بجميع المعاملات في حياة أمها بالتبني، وتدعى يامنة بنت بعيكر، المعروفة ب "الشيخة"، المتوفاة قبل ثلاثة أشهر، بل إنه من علم ليلى كيفية استعمال البطاقة الممغنطة للسحب البنكي.