يخلد الشعب المغربي, وفي طليعته رجال الحركة الوطنية وأسرة المقاومة وجيش التحرير, اليوم السبت الذكرى ال56 لمظاهرة المشور الخالدة بمراكش.تنصيب صنيعة الاستعمار ابن عرفة أجج الروح الوطنية للمغاربة التي جسدت أروع صور الوطنية والمقاومة والتصدي لمؤامرة الوجود الاستعماري الرامية إلى نفي رمز البلاد جلالة المغفور له محمد الخامس, طيب الله ثراه, وإبعاده وعائلته إلى المنفى, والعمل على تنصيب صنيعة الاستعمار "ابن عرفة", اعتقادا بأن ذلك سيخمد جذوة الروح الوطنية ويفصم العرى الوثيقة والالتحام المكين بين العرش والشعب ويحد من نضالهما المشترك من أجل الحرية والاستقلال. وذكرت المندوبية السامية لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير, في مقال بالمناسبة, بأنه وقبل أن تمتد يد الاستعمار إلى رمز الأمة المغربية, اجتمعت اللجنة العليا للباشوات والقياد بمراكش, وذلك للتحضير لمبايعة "ابن عرفة", وما أن وصل إلى علم الوطنيين أن "ابن عرفة" سيتم تنصيبه يوم الجمعة14 غشت1953 بمسجد الكتبية بمراكش, حتى هبوا لمواجهة هذه المؤامرة المقيتة حيث شهدت مدينة مراكش غليانا واحتقانا في الأوساط الشعبية, أعقبته مبادرات وتحركات على مستوى التنظيمات الوطنية. وعرف كل من باب هيلانة وقاعة بنهيض اتصالات لتشكيلتين رئيسيتين وأعطيت الأوامر فيها للحاضرين, بعد أداء اليمين, للحيلولة بكل الوسائل دون ذكر اسم "ابن عرفة" في خطبة الجمعة بمساجد مراكش. كما جرت اتصالات مباشرة بكل من المسؤول عن تشكيلة قبيلة مسفيوة وكذا قبيلة تاسلطانت لتبليغ مضمون تلك التعليمات واستقدام أكبر عدد ممكن من المواطنين للتصدي لمخطط التنصيب. وفي خضم هذه التفاعلات, وقعت عدة حوادث بالعديد من مساجد مراكش كان من أهمها حادثة مسجد المواسين, ومسجد الكتبية أدت إلى إفشال وإحباط عملية تنصيب صنيعة الإقامة العامة يوم الجمعة14 غشت1953 فاضطرت سلطات الاحتلال إلى تأجيلها إلى اليوم الموالي. وفي يوم السبت15 غشت1953 المشهود, هبت حشود المواطنين إلى المشور لإظهار رفضهم, حيث واجه المتظاهرون دورية من البوليس كانت تجوب المكان. فتدخل أفراد الدورية لتفريق الجموع وإبعادها عن باب المشور, وبدأوا يقذفون القنابل المسيلة للدموع. إلا أن المتظاهرين أحاطوا بقوات الاحتلال واشتبكوا معها بكل ضراوة وإقدام.