اطلع وفد مساعدي أعضاء الكونغرس الأميركي، الذي يقوم حاليا بزيارة لمدينة الداخلة، أول أمس الخميس، على الإنجازات التي جرى تحقيقها، والمشاريع التي همت مختلف القطاعات، بهدف تعزيز دينامية التنمية المحلية. وتتبع وفد مساعدي أعضاء الكونغرس الأميركي، الذي يمثل الحزبين الجمهوري والديمقراطي، خلال لقاء بالمركز الجهوي للاستثمار، عرضا حول مؤهلات جهة وادي الذهب- الكويرة، وفرص الاستثمار التي توفرها، بالإضافة إلى الجهود المبذولة، بهدف تقوية البنى التحتية الأساسية بالمنطقة. في هذا الصدد، قدم هشام الصبار، المكلف بشباك مساعدة المستثمرين بالمركز الجهوي للاستثمار، لمحة عن التطور النوعي لمؤشرات التنمية بمختلف القطاعات، منذ عودة المنطقة إلى حضيرة الوطن، مركزا في هذا السياق على التطور الذي عرفته الأنشطة المتعلقة بالصيد البحري والسياحة وتربية الماشية والفلاحة. وفي معرض رده على الأسئلة التي طرحها أعضاء الوفد الأميركي، أبرز سلسلة من المشاريع الهيكلية الجاري تنفيذها، المتعلقة أساسا بالتجديد وإعادة التأهيل الحضري، وإعادة هيكلة قطاع الإسكان، وتعزيز وتوسعة الشبكة الطرقية، وإنشاء منطقة حرة، وتهيئة منطقة صناعية ثانية، وتوسعة الميناء، وإنشاء مدرج جديد بمطار الداخلة، بالإضافة إلى مشروع إحداث محطة سياحية بغارة فرتت ومصالح سوسيو- اقتصادية. وأضاف أن هذه الدينامية للتجديد الحضري وتقوية التجهيزات السوسيو-اقتصادية يتعين دعمها، في السنوات المقبلة، من خلال برنامج للتأهيل والتنمية الحضرية للتجهيزات والبنى التحتية لإقليم وادي الذهب، في الفترة 2009-2012. ويتمحور هذا البرنامج، الذي رصد له غلاف مالي بقيمة 300 مليون درهم، حول سلسلة من المبادرات المتعلقة بتأهيل وتطوير النسيج الحضري وشبكة الطرق وإقامة تجهيزات هيكلية وتهيئة مناطق الأنشطة الاقتصادية والصناعية وحماية البيئة. وأبرز الصبار، من جهة أخرى، الاهتمام المتزايد الذي يوليه المستثمرون المغاربة والأجانب للجهة، واستعدادهم للاستثمار في العديد من القطاعات، مسجلا أن هذا التدفق في الاستثمارات يعكس الثقة الكبيرة لرجال الأعمال والفاعلين الاقتصاديين في إمكانية وجاذبية ومستقبل المنطقة. وذكر في هذا السياق، بمصادقة اللجنة الجهوية للاستثمار لجهة وادي الذهب- الكويرة، في شهر يوليوز الماضي، على 32 ملفا استثماريا بتكلفة إجمالية قيمتها 17.231 مليار درهم، وهو رقم قياسي من شأنه خلق أربعة آلاف و295 منصب شغل. وقام أعضاء الوفد الأميركي، بعد ذلك، بزيارة لميناء الداخلة والمدرج الجديد، ووحدة لتربية النعام ومساحات مسقية مخصصة لزراعة البواكر بالمنطقة. ولدى وصولهم، يوم الأربعاء الماضي، إلى مدينة الداخلة، أجرى أعضاء الوفد الأميركي محادثات مع منتخبين وفعاليات من المجتمع المدني. كما جرى إطلاع أعضاء الوفد الأميركي خلال لقاء مع رؤساء المجالس البلدية والإقليمية والجهوية وغرفة الفلاحة، على اختصاصات هذه الهيئات المنتخبة، ودورها في مجال تدبير الشأن المحلي، ومساهمتها في تحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية. وأبرز رؤساء المجالس المنتخبة الإنجازات التي جرى تحقيقها والجهود المبذولة بالمنطقة، منذ عودتها إلى الوطن الأم، بهدف دعم مسلسل التنمية المحلية والاستجابة لحاجيات المواطنين وتحسين ظروف عيشهم. وفي معرض ردهم على تساؤلات واستفسارات مساعدي أعضاء الكونغرس الأميركي، استعرض المنتخبون المؤهلات التي تزخر بها المنطقة، لاسيما في قطاعات الفلاحة والصيد البحري والسياحة وتربية الماشية، مركزين على التطور المتواصل لمؤشرات التنمية بالمنطقة، بفضل البرامج المعتمدة في مختلف المجالات. من ناحية أخرى، أعطى المنتخبون المحليون بالداخلة لمحة تاريخية عن تطور قضية الوحدة الترابية للمملكة، والجهود المتواصلة التي يقوم بها المغرب، بهدف إيجاد تسوية نهائية لهذا النزاع المفتعل. وعبروا، في هذا الصدد، عن استنكارهم لتصرفات الجزائر و(بوليساريو) الرامية إلى إطالة أمد هذا المشكل، ونسف كافة المبادرات الهادفة إلى الطي النهائي لهذا الملف، في إطار السيادة المغربية. يشار إلى أن أعضاء الوفد الأميركي خصصوا، يوم أمس الجمعة، لزيارة مواقع سياحية بإقليم وادي - الذهب.