تستمر الأجهزة الأمنية المغربية في توجيه "ضربات قاتلة" إلى "مافيا" المخدرات عبر تنفيذ، بوتيرة متسلسلة، عمليات نوعية كانت مجموعة منها مسرحا لها طنجة، التي عادت، أمس الأربعاء، لتشهد إجهاض واحدة من أكبر عمليات التهريب الدولية للحشيش، إثر حجز عناصر فرقة الشرطة القضائية بمنطقة أمن بني مكادة بتنسيق مع المصلحة الولائية للشرطة القضائية بالمدينة شحنة قياسية تناهز 31 طنا و197 كيلوغراما من هذا المخدر. لتحدث بذلك هذه العملية قفزة قوية في مؤشر حصيلة محجوزات هذه المادة المحظورة بالمدينة، حيث ارتفعت إلى ما يفوق ال 40 طنا منذ بداية السنة، بعدما سجلت عروس الشمال، قبل أيام، ضبط كميات متفاوتة من المخدرات تجاوزت في أكثر من مناسبة الطن. وفي التفاصيل، كشفت المديرية العامة للأمن الوطني أنه نفذ داخل مستودع بمنطقة "بدريون" الكائنة على مستوى "طريق الرباط" عند مخرج طنجة، وشاركت فيها عناصر فرقة مكافحة العصابات والمجموعة الجهوية للتدخل والفرقة السينوتقنية، وذلك بإشراف ميداني من ضباط الشرطة القضائية بولاية أمن المدينة. وقد مكنت إجراءات التدخل المنجزة في هذه القضية، يضيف المصدر نفسه، من إيقاف شخص من ذوي السوابق القضائية، يبلغ من العمر 61 سنة، يشتبه في ارتباطه بشبكة إجرامية تنشط في التهريب الدولي للمخدرات، بينما أسفرت عمليات التفتيش داخل المستودع من حجز مقطورة كبيرة للتبريد تضم العشرات من الأكياس والرزم المملوءة بمخدر الشيرا. كما جرى العثور، أيضا، داخل المستودع نفسه على كميات كبيرة من المخدرات ملفوفة ومحشوة في "مجسمات" تحاكي لون وحجم أنواع مختلفة من الفواكه والخضروات، بطريقة تشير إلى إمكانية تهريبها خارج المغرب على أساس أنها مواد فلاحية معدة للتصدير. ووضعت أطنان المخدرات المحجوزة رهن المصالح الجمركية المختصة، بينما تم الاحتفاظ بالمشتبه فيه الموقوف تحت تدبير الحراسة النظرية رهن إشارة البحث الذي تجريه المصلحة الولائية للشرطة القضائية بمدينة طنجة تحت إشراف النيابة العامة المختصة، وذلك قصد تحديد هوية جميع المتورطين المفترضين في هذا النشاط الإجرامي، وكذا رصد كافة الامتدادات الوطنية والدولية لهذه الشبكة الإجرامية. وأكد والي أمن طنجة، محمد أوعلا أوهتيت، أن إجهاض هذه العملية يندرج ضمن استراتيجية المديرية العامة للأمن الوطني لمحاربة الجريمة العابرة للحدود. وقال أوعلا أوهتيت، في تصريح للصحافة بالمناسبة، إن البحث متواصل تحت إشراف النيابة العامة المختصة، مشددا على "أننا نعمل، بتنسيق تام مع المديرية العامة لمراقبة التراب الوطني والمصالح المركزية لمديرية الشرطة القضائية للوصول إلى جميع أفراد الشبكة وإيقاف المتورطين في هذه القضية". يذكر أن هذه العملية النوعية تندرج في سياق المجهودات المتواصلة التي ما فتئت تبذلها مصالح المديرية العامة للأمن الوطني لمكافحة وتفكيك شبكات الجريمة الدولية عموما، وتلك التي تنشط في التهريب الدولي للمخدرات والمؤثرات العقلية على وجه الخصوص.