قررت وزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة، بتنسيق مع الهيئات الممثلة لجمعيات أمهات وآباء وأولياء التلميذات والتلاميذ، الشروع في تنزيل برنامج وطني للدعم من أجل تدارك الزمن المدرسي المهدور، مباشرة بعد العطلة المدرسية (الممتدة من 03 إلى 10 أبريل المقبل). وذكرت مصادر مطلعة أن البرنامج الذي سيشمل جميع المستويات، سيركز في البداية على المراحل الإشهادية من أجل مساعدة التلاميذ على الاستعداد الجيد للامتحانات، وتدارك الخصاص المسجل في التعلمات إما بسبب الإضرابات أو تعثر انطلاق الموسم الدراسي الناجم عن إكراهات الجائحة. وحسب المصادر ذاتها، فإن بعض الأكاديميات شرعت كخطوة أولى في إطلاق مبادرات جهوية للدعم التربوي، وفق رؤية تشاركية مع جمعيات أمهات وآباء وأولياء التلميذات والتلاميذ، لتدارك الزمن المدرسي المهدور، والتي تشمل أيضا إعطاء حصص للدعم بعد انتهاء الزمن المدرسي. وبخصوص الإضرابات التي يشهدها القطاع، أفادت المصادر ذاتها أن عدد الأساتذة من أطر الأكاديميات المضربين يصل إلى 24 ألفا، من بين أزيد من 100 ألف، علما أن أطر الأكاديميات يشكلون حوالي الثلث ضمن مجموع هيأة التدريس ككل. كما تحدثت المصادر أن المناطق القروية تبقى الأكثر تضررا من الإضرابات، التي يخوضها أطر الأكاديميات، مشددة على أن الوزارة عازمة على اتخاذ كافة الإجراءات اللازمة لدعم التلاميذ في هذه المناطق. ومن بين المقترحات التي سيجري الاعتماد عليها في هذا الجانب، تقوية مجال التعليم الرقمي في المناطق ذات الحاجيات الملحة، أو التي تعاني نقصا بالنسبة للأطر، أو بعض الإكراهات في التعلم، ضمانا لتكافؤ الفرص بين جميع التلاميذ، وتحقيقا للعدالة المجالية. يذكر أن تدارك الزمن المدرسي المهدور، بسبب إضرابات الأساتذة أطر الأكاديمية، كان محور لقاء تواصلي للوزير شكيب بنموسى، الأسبوع المنصرم، مع الهيئات الممثلة لجمعيات أمهات وآباء وأولياء التلميذات والتلاميذ على المستوى الوطني. وتدارس الجانبان خلال اللقاء التواصلي، حسب معطيات للوزارة، الاقتراحات العملية الكفيلة بتأمين الزمن المدرسي للمتعلمات والمتعلمين لتدارك الزمن المدرسي المهدور، من خلال حصص للدعم التربوي، مراعاة للمصلحة الفضلى للتلاميذ والتلميذات في المقام الأول، وتكافؤ الفرص بين جميع المتعلمين. وقال نور الدين عكوري، رئيس الفيدرالية الوطنية لجمعيات أمهات وآباء وأولياء التلاميذ بالمغرب، إن الهدف الذي ركزت عليه جمعيات أمهات وآباء وأولياء التلاميذ خلال اللقاء يتمثل في كيفية استدراك زمن التعلم الذي ضاع للتلاميذ، ومناقشة استراتيجية الوزارة المقترحة في هذا الشأن. وأضاف عكوري ل»الصحراء المغربية» أن الاستراتيجية ستشمل كيفية استدراك التعلمات التي ضاعت للتلاميذ بسبب الإضرابات، وكذا طريقة دعم التعلمات الأساسية، عن طريق أطر تربوية مؤهلة لذلك. وحسب رئيس الفيدرالية، جرى خلال اللقاء اقتراح التركيز على التعلمات الأساسية خصوصا بالنسبة للتلاميذ المقبلين على اجتياز امتحانات البكالوريا، والذين يجب أن يحظوا بالأولوية، لأن الأمر يرتبط بامتحان موحد وطني، ثم التركيز بعد ذلك على التعلمات الأساسية بالنسبة للتلاميذ في الأقسام الابتدائية والإعدادية والثانوية لاستدراك الزمن المدرسي الذي ضاع بسبب الإضرابات، فضلا عن تقديم الدعم التربوي لفائدتهم. وفي الشق المرتبط بمسار الحوار مع أطر الأكاديمية المضربين، جدد شكيب بنموسى، في رسالة وجهها إلى الأستاذات والأساتذة، الاثنين المنصرم، التأكيد على أن يد الوزارة كانت ولا تزال ممدودة للأستاذات والأساتذة الذين يعتبرون أنفسهم متضررين، داعيا إياهم للانخراط في نهج ومسار الحوار، الذي يريده حوارا موسعا ومسؤولا ومنتجا، ويراعي المصلحة الفضلى للتلميذات والتلاميذ كهدف أسمى لمنظومتنا التربوية. كما حثهم على اجتياز التأهيل المهني، الذي سيتيح لهم إمكانية الترسيم، وسيفتح أمامهم فرص الترقي في المسار المهني، وإمكانية الترشيح لولوج مناصب تربوية وإدارية مختلفة. ونبه الوزير، أيضا، إلى أن المصلحة الفضلى العليا لهذه الفئة من المواطنات والمواطنين المغاربة، الذين هم أطفال اليوم، وسيصبحون نساء ورجال الغد، وبهم سنبني مستقبل بلادنا، تقع على عاتق الجميع أمانة ومسؤولية تربيتهم وتعليمهم وتكوينهم ومواكبتهم، وهو ما يحيلنا على أهمية الالتزام بمنظومة الحقوق والواجبات، حتى لا تضيع مصالح أجيالنا المستقبلية.