من المنتظر أن تقدم وزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة، خلال الأسبوع الجاري، وصفتها من أجل تدارك الزمن المدرسي المهدور، بسبب إضرابات الأساتذة أطر الأكاديمية، علما أن هذا الموضوع كان محور لقاء تواصلي للوزير شكيب بنموسى، الأسبوع المنصرم، مع الهيئات الممثلة لجمعيات أمهات وآباء وأولياء التلميذات والتلاميذ على المستوى الوطني. وتدارس الجانبان خلال اللقاء التواصلي، حسب معطيات للوزارة، الاقتراحات العملية الكفيلة بتأمين الزمن المدرسي للمتعلمات والمتعلمين لتدارك الزمن المدرسي المهدور، من خلال حصص للدعم التربوي، مراعاة للمصلحة الفضلى للتلاميذ والتلميذات في المقام الأول، وتكافؤ الفرص بين جميع المتعلمين. وقال نورالدين عكوري، رئيس الفيدرالية الوطنية لجمعيات أمهات وآباء وأولياء التلاميذ بالمغرب، إن الهدف الذي ركزت عليه جمعيات أمهات وآباء وأولياء التلاميذ خلال اللقاء يتمثل في كيفية استدراك زمن التعلم الذي ضاع للتلاميذ، ومناقشة استراتيجية الوزارة المقترحة في هذا الشأن. وأوضح نورالدين عكوري، ل»الصحراء المغربية»، أنهم قدموا مقترحاتهم ورؤيتهم لمعالجة هذا المشكل، وينتظرون إعلان الوزارة عن استراتيجيتها في هذا الشأن، والتي يفترض أن تكون جاهزة خلال الأسبوع الجاري. وأضاف عكوري أن الاستراتيجية ستشمل كيفية استدراك التعلمات التي ضاعت للتلاميذ بسبب الإضرابات، وكذا طريقة دعم التعلمات الأساسية، عن طريق أطر تربوية مؤهلة لذلك. وحسب رئيس الفيدرالية، جرى خلال اللقاء اقتراح التركيز على التعلمات الأساسية خصوصا بالنسبة للتلاميذ المقبلين على اجتياز امتحانات البكالوريا، والذين يجب أن يحظوا بالأولوية لأن الأمر يرتبط بامتحان موحد وطني، ثم التركيز بعد ذلك على التعلمات الأساسية بالنسبة للتلاميذ في الأقسام الابتدائية والإعدادية والثانوية لاستدراك الزمن المدرسي الذي ضاع بسبب الإضرابات، فضلا عن تقديم الدعم التربوي لفائدتهم. كما أشار إلى أن الوزارة ستقوم بإحصاء المناطق المعنية بالإضرابات التي ما تزال متواصلة لتحديد الفئات المتضررة، حتى تشتغل على البرنامج الذي ستعده لاستراك الزمن المدرسي المهدور. واستنكر عكوري، أيضا، جعل التلميذ رهينة لقرارات الإضراب، داعيا الأساتذة إلى تغليب المصلحة العامة، والبحث عن طريقة أخرى للاحتجاج، عوض التوقف عن العمل، الذي يكون ضحيته الأولى التلميذ. يشار إلى أن شكيب بنموسى، وزير التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة، أكد من جانبه خلال اللقاء التواصلي أن الإصلاح التربوي يرتكز على وضع المتعلم في صلب الاهتمامات. وأوضح أن ذلك يتأتى من خلال ضمان مجانية التعليم وتحقيق الجودة، وتمكين المتعلمات والمتعلمين من التعلمات والمهارات الأساسية التي تؤهلهم لمتابعة مسارهم الدراسي وفتح آفاق واعدة أمامهم، وكذا تربيتهم على القيم والمبادئ السمحة والمواطنة والسلوك المدني والانفتاح والتسامح والتعايش مع الآخر. كما شدد بنموسى على أن تحقيق هذه الأهداف كلها رهين بالارتقاء بوضعية الأطر التربوية، وهي قناعة راسخة لدى الوزارة، باعتبارها الركيزة الأساسية للإصلاح التربوي، وذلك من خلال تحسين أوضاعها المهنية والاجتماعية. وأشار الوزير، في هذا الصدد، إلى أن باب الحوار القطاعي الاجتماعي دائم ومفتوح ومستمر مع جميع الهيئات والفاعلين التربويين، مستحضرا في هذا الإطار المراحل التي قطعها الحوار القطاعي الاجتماعي مع النقابات التعليمية الخمس الأكثر تمثيلية، والتي خلصت إلى إحداث لجنة النظام الأساسي الجديد لمهن التربية والتكوين التي شرعت في أشغالها منذ يوم الأربعاء 16 مارس 2022، من أجل بلورة نظام موحد لجميع الفئات والهيئات العاملة بقطاع التربية الوطنية، وتقديم حلول مبتكرة تضمن تحسين الشروط المهنية والاجتماعية للأطر التربوية والرقي بوضعيتها وتحقيق استقرارها الوظيفي. يشار إلى أن اللقاء الذي خصص للتداول في السبل والإجراءات الكفيلة بالارتقاء بالمنظومة التربوية، عرف حضور كل من الفيدرالية الوطنية لجمعيات أمهات وآباء وأولياء التلاميذ بالمغرب، والفيدرالية الوطنية المغربية لجمعيات آباء وأمهات وأولياء التلاميذ، والكونفدرالية الوطنية لجمعيات أمهات وآباء وأولياء التلاميذ بالمغرب، والمجلس الوطني لمنتخبي جمعيات أمهات وآباء وأولياء التلاميذ، ويأتي تنظيم هذا اللقاء، حسب وزارة التربية الوطنية، في إطار المقاربة التشاركية التي تنهجها الوزارة مع الشركاء والفاعلين التربويين، ومنها جمعيات أمهات وآباء وأولياء التلميذات والتلاميذ كشريك أساسي في بلورة تصور مشترك حول تدبير الشأن التربوي. وخلال اللقاء، أعرب الوزير عن شكره لهذه الهيئات ومن خلالها لكل الأسر على تجندها الدائم وانخراطها في كل الخطوات التي تخدم مصلحة التلميذ وتعبئتها ويقظتها الواسعة لضمان حق المتعلمات والمتعلمين في التعلم. من جهتها، سجلت الهيئات بارتياح تفاعل الوزارة معها من أجل إقرار تدابير لتأمين الزمن المدرسي للمتعلمات والمتعلمين، وجددت بهذه المناسبة انخراطها في مسلسل الإصلاح.