خلقت الرسالة التي بعث بها رئيس الحكومة الإسباني إلى جلالة الملك، الحدث وسط الرأي العام الإسباني والأوروبي، وتوالت التصريحات الدبلوماسية المثمنة لهذا التقارب، كما رحبت أهم الأحزاب السياسية الإسبانية الوطنية وتلك التي يقتصر نفوذها السياسي على المستوى الإقليمي فقط، بعودة العلاقات الدبلوماسية المغربية الاسبانية إلى وضعها الطبيعي، بعد الوضوح في الموقف الذي حملته الرسالة التاريخية. وكشف خوسيه لويس إسكريفا، وزير الإدماج والتضامن الاجتماعي والهجرة، في تصريح صحفي أمس الإثنين بمدريد، أن الحكومة الإسبانية اشتغلت لمدة، وبشكل جماعي، لبلورة التصور الجديد للعلاقات المغربية الإسبانية. وأوضح الوزير الاسباني، أن البلدان دخلا مرحلة من الوضوح والتعاون، وقال إن "قرار رئيس الحكومة، بيدرو سانشيز، بدعم مقترح الحكم الذاتي للصحراء الغربية، يدشن لهذه المرحلة الجديدة المطبوعة بالتعاون في كل القضايا بما فيها قضية الهجرة غير النظامية". كما نوه بالدينامية الجديدة للعلاقات الدبلوماسية للبلدين، عبر القنوات الدبلوماسية الرسمية، مرحبا بعودة السفيرة المغربية، كريمة بنيعيش، إلى استئناف عملها الدبلوماسي والقنصلي من العاصمة الاسبانية مدريد. من جهتها، أعلنت كريمة بنيعيش، في تصريح صحفي، أنها عادت إلى إسبانيا بعد انتهاء أزمة التواصل بين البلدين والتي دامت لحوالي سنة. وقالت "إنه لمن دواعي سروري أن أعود إلى العمل في مدريد، وأن نعزز العلاقات بين البلدين"، بعد المواقف الإيجابية والالتزامات البناءة لإسبانيا بخصوص النزاع المفتعل حول الصحراء المغربية، الذي تلعب فيه الجزائر الدور الرئيسي. ورحبت المفوضية الأوروبية بالتقارب الجديد بين المغرب وإسبانيا، إذ وصفت العلاقات الجديدة ب "التطور الإيجابي"، الذي بادرت فيه إسبانيا بدعم مقترح الحكم الذاتي لتسوية النزاع المفتعل حول الصحراء المغربية. وقالت الناطقة باسم الاتحاد الأوروبي "يرحب الاتحاد الأوروبي بأي تطور إيجابي بين دوله الأعضاء والمغرب في علاقتهما الثنائية، والذي لن يكون مفيدا إلا لتطبيق اتفاقية الشراكة الأوروبية المغربية ككل".