عزز المغرب دفاعاته في مواجهة مختلف التهديدات، التي يطرحها تنامي مخاطر الجريمة العابرة للحدود والإرهاب والهجرة غير الشرعية والتهريب، بتقوية تحصين شرق المملكة عسكريا عبر إحداث قاعدة جديدة بالمنطقة، والتي عين قائدا عليها الجنرال دو ديفيزيون محمد مقداد، بأمر من صاحب الجلالة الملك محمد السادس القائد الأعلى ورئيس أركان الحرب العامة للقوات المسلحة الملكية. وعن أبعاد هذه الخطوة الرامية إلى تعميم النظام الدفاعي والعيش العسكري الخاص بالمنطقة الجنوبية على الشرق، أي على كامل الحدود البرية للمملكة، قال الخبير العسكري عبد الرحمن مكاوي، في تصريح ل "الصحراء المغربية"، إن "هذا الإجراء وقائي دفاعي، وهو سيادي وغير موجه لأي أحد"، مبرزا أن ما قامت به المملكة يأتي بناء على حاجيات أمنية وعسكرية لها علاقة بالمنطقة بأكملها، والتي هي غير مستقرة وغير آمنة ومشتعلة. وذكر مكاوي أن "ضرورات الأمن القومي المغربي تتطلب إحداث هذه القاعدة وتزويدها بمختلف الأسلحة المتطورة للدفاع عن البلاد، خاصة أن المنطقة معروفة بالتهريب ومحاولات تسلل لبعض الإرهابيين، أضف إلى ذلك التهديدات التي تلوح بها ميليشات جبهة "البوليساريو" الانفصالية في كل مرة". وزاد موضحا "في بناء القواعد هناك دراسة للحاجيات.. وهذه المنطقة العسكرية ترد على مخاطر وتحديات معينة في المفهوم الحربي للقاعدة"، مشيرا إلى أن "المغرب لديه معطيات دفعته إلى بناء هذه القاعدة المتطورة". وأضاف عبد الرحمن مكاوي أن "المنطقة الشرقة الممتدة من راس عجرود بالسعيدية إلى غاية فجيج مهمة واستراتيجية وتوليها الدولة عناية كبيرة، خاصة في الفترة الأخيرة، في ظل تصاعد العداءات والاستفزازت الجزائرية على طول حدودنا"، مؤكدا أن القوات المسلحة الملكية المغربية تتخذ جميع الاحتياطات للرد كل على المخاطر التي قد تأتينا من البلد الجار. ويعد الجنرال مقداد، الذي عهد له بقيادة هذه المنطقة العسكرية، من قادة القوات المسلحة الملكية المشهود لهم بالكفاءة والانضباط والاستقامة. وقد عمل الجنرال دو ديفيزيون مقداد، وهو من مواليد إقليمالجديدة، طيلة حياته العسكرية بالمنطقة الجنوبية وسقط جريحا في عدة معارك وسبق أن نجا من انفجار لغم أرضي، وفق المعطيات المتداولة حول سيرته المهنية، التي تشير كذلك إلى أنه يتميز بأخلاق عالية وحس رياضي عال. وتقلد المسؤول العسكري ذاته مناصب قيادية عدة، كان آخرها قيادة قطاع واد درعة (SOD)، قبل أن يحظى بالثقة الملكية لقيادة المنطقة الشرقية حديثة التأسيس، هو المنصب الذي عين على رأسه في حفل ترأسه، أخيرا، الجنرال دوكور دارمي الفاروق بلخير، المفتش العام للقوات المسلحة الملكية قائد المنطقة الجنوبية.