يدخل المغرب، هذا الأسبوع، قمة ذروة الموجة الثالثة لفيروس (كورونا)، والمتسمة بهيمنة متحور (أوميكرون)، الذي يمتاز بسرعة انتشاره، لكن لحسن الحظ مضاعفات الإصابة به عامة هي أقل حدة قياسا بالمتحورات السابقة، والتي تبقى أشرسها «دلتا» التي تسببت، في الصيف الماضي، في حدوث انتكاسة وبائية ما زالت مشاهد حصيلتها وتداعياتها الثقيلة عالقة في الأذهان. ففيما تتجه بعض المدن الكبرى إلى تجاوز هذه المرحلة، بعدما عاد منحنى الإصابات بها للانخفاض، في مؤشر على أخذ الوضعية الوبائية فيها في التحسن، تشير التوقعات إلى أن العداد الوطني سيشهد قفزة في عدد الحالات المؤكدة، نتيجة تصاعد وتيرة التفشي في باقي الجهات، على أن تتراجع الأرقام المسجلة بعد ذلك بالسرعة التي ارتفعت بها، كما كان عليه المسار في مناطق في أوروبا وجنوب إفريقيا ودول أخرى. وذلك ما ذهب إليه البروفيسور مصطفى الناجي، الخبير في علم الفيروسات ومدير مختبر علم الفيروسات بجامعة الحسن الثاني- الدارالبيضاء، إذ أكد أن «الذروة كانت منتظرة في هذا التاريخ، أي أواخر الشهر الجاري»، مبرزا أن «السرعة التي سيتراجع بها منحنى الإصابات خلال هذه الموجة ستعرف في الأيام المقبلة، لأن ذلك مرهون بطريقة تنقل الفيروس». ليزيد بعد ذلك مؤكدا أن «ال 15 من فبراير المقبل هو الموعد الأقصى لاستمرار هذه الموجة»، مشيرا، في الوقت نفسه، إلى أن معدلات الإصابة ببعض المدن الكبرى بمستويات مختلفة، حسب الحركية في كل واحدة منها ومدى تفشي العدوى بها. وبخصوص الارتفاع الذي سجل، نهاية الأسبوع، في عدد الوفيات، ذكر البروفيسور مصطفى الناجي بأن ذلك كان مرتقبا، في ظل عدد الحالات الحرجة التي ترقد في أقسام الإنعاش، والتي قال إنه من المرتقب أن يتزايد توافدها في المقبل من الأيام. وارتفع إجمالي الإصابات، منذ تسجيل أول حالة مؤكدة ل «كورونا» في المملكة، إلى 1.093.978، وذلك عقب رصد 7637 إصابة جديدة بالفيروس في أحدث نشرة يومية ل (كوفيد 19)، والتي أعلنت عنها وزارة الصحة والحماية الاجتماعية، أول أمس السبت. وأفادت الوزارة، في هذه النشرة الخاصة بنتائج الرصد الوبائي، أنه جرى تسجيل 31 وفاة جديدة، خلال ال24 ساعة الماضية، ليقفز العدد الكلي إلى 15.113 حالة. وأضاف المصدر نفسه أن العدد الإجمالي للمتعافين من فيروس (كورونا) بلغ 1.007.491 حالة شفاء، بعد تسجيل 5750 حالة شفاء في الفترة نفسها. وسجلت الدارالبيضاء-سطات، في هذه الحصيلة، 1867 حالة جديدة، بينما حدد الرقم في التي قبلها في 2030، وذلك بعدما كانت تحصد قبل أيام ضعف هذا العدد.