توجت المملكة المغربية بجائزة الابتكار في نظام تدبير الري، وذلك خلال حفل توزيع الجوائز للتنويه بالمبادرات والإنجازات في ميدان وسائل الاقتصاد في استعمال مياه الري في الجلسة الافتتاحية للدورة 72 للمجلس التنفيذي الدولي للجنة الدولية للري وصرف المياه، التي انعقدت بمدينة مراكش على هامش الدورة الخامسة للمناظرة الجهوية الإفريقية للجنة الدولية للري وصرف المياه، التي جرى تنظيمها تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس خلال الفترة الممتدة مابين 23 و28 نونبر المنصرم. وتسلم هذه الجائزة التي قدمت من طرف شركة ETCOMAR، أحمد البواري، مدير الري وتهيئة المجال الفلاحي ونائب رئيس اللجنة الدولية للري وصرف المياه. ويعتبر المغرب أول دولة عبر العالم أنجزت مشروعا مبنيا علي الشراكة بين القطاع العام والقطاع الخاص في ميدان الري، وأنجز هذا المشروع بالجماعة الترابية الكردان في منطقة سوس. وأصبح المغرب عضوا باللجنة الدولية للري وصرف المياه منذ سنة 1959، وتعتبر الجمعية الوطنية للتحسينات العقارية والري وصرف المياه والبيئة، التي تأسست سنة 1970 وأصبحت جمعية للمنفعة العامة في 1988،الممثل الرسمي للمغرب في اللجنة الدولية للري وصرف المياه . ومنحت جائزة الابتكار للتوفير في مياه الري للدكتور عبد العظيم عبد ربه شحاتة (مصر)، في حين قدمت جائزة أفضل مزرعة لمهنيين الري الشباب للدكتور أليسون مكارثي (أستراليا)، وحصل أنصاري غلام رضا من إيران على جائزة أفضل مزرعة متميزة في الاقتصاد في مياه الري. من جهة أخرى، منحت المناظرة الجهوية الإفريقية للجنة الدولية للري وصرف المياه ICID لقب تراث عالمي في ميدان الري لنظام الخطارة الذي هو عبارة عن قنوات تحت أرضية تستعمل من زمن طويل في المناطق المغربية القاحلة لجلب المياه الجوفية ومياه الأمطار المتسربة واستدراجها عن طريق الجاذبية نحو القري لكي تستعمل لأغراض مياه صالحة للشرب بالنسبة للسكان أو الحيوانات. ويتم حفر هذه القنوات بطريقة يدوية تقليدية وهوما يدل على مهارة المغرب في مجال تعبأة المياه وخزنها، وسلمت هذه الجائزة للمكتب الجهوي للاستثمار الفلاحي لمنطقة تافلالت التي تضم عددا كبيرا من الخطارات منها عدد مهم يحتاج الي أشغال الصيانة لاستمرار في جلب المنافع لسكان المنطقة. وصادق المجلس التنفيذي الدولي للجنة الدولية للري وصرف المياه في دورته ال72 على تنظيم المؤتمر الدولي العاشر للري الموضعي بالداخلة في ماي 2022 . وتميزت الدورة الخامسة للمناظرة الجهوية الإفريقية للجنة الدولية للري وصرف المياه (ICID) ، التي نظمت بمبادرة من الجمعية الوطنية للتحسينات العقارية والري وصرف المياه والبيئة، بشراكة مع اللجنة الدولية للري وصرف المياه، ووزارة الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات، بمشاركة ثلاث وثلاثين دولة إضافة الي المغرب وذلك بشكل حضوري(جنوب إفريقيا، بوركينا فاسو، جيبوتي، السنغال، الطوغو، النيجر، بنين، مالي، تشاد، نيجيريا، زامبيا، موريتانيا، غانا، إثيوبيا، السودان، مصر، كينيا، رواندا، تونس، المملكة العربية السعودية، الولاياتالمتحدة،أستراليا، المملكة المتحدة، فرنسا، الهند، اندونيسيا، ماليزيا، اليابان، كوريا الجنوبية، روسيا، ليتوانيا، البرتغال والنيبال...)، بالإضافة الى منظمات دولية (منظمة الأممالمتحدة للأغذية والزراعة FAO والبنك الدولي). وخلال الجلسة الافتتاحية لهذه المناظرة، أكد محمد الصديقي، وزير الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات، على أهمية موضوع المناظرة بالنسبة لأفريقيا، لأنه يكتسي أهمية قصوى بالنسبة للقارة الإفريقية، والتي تستمر في تكييف زراعتها مع التغيرات المناخية التي أضحت تأخذ حيزا أكثر فأكثر من الاهتمام وتستدعي تعبئة لجميع دول العالم. من جانبه ، أوضح عزيز فرتاحي، رئيس الجمعية الوطنية للتحسينات العقارية والري وصرف المياه والبيئة، أن البلدان الإفريقية تواجه اليوم مشاكل مماثلة في القطاع الزراعي، وإن كانت بدرجات متفاوتة، مشيرا إلى أن الري يوفر إمكانات هائلة لزيادة مرونة الزراعة في إفريقيا والمساهمة في تنميتها.