سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
مهنيون ل "الصحراء المغربية": الخروج من الأزمة رهين بإعداد أجندة محددة زمنيا بخصوص فتح الحدود الجوية مداخيل السياحة تتراجع ب 69,1 في المائة خلال الفصل الأول من 2021
أبرز حميد بنطاهر، رئيس المجلس الجهوي للسياحة بجهة مراكشآسفي أن تراجع المداخيل السياحية برسم الفصل الأول من سنة 2021، مقارنة بالفترة ذاتها من 2020، مرده إلى الإكراهات التي فرضتها الوضعية الصحية والتدابير المتخذة بهذا الخصوص. وأوردت مديرية الدراسات والتوقعات المالية التابعة لوزارة الاقتصاد والمالية وإصلاح الإدارة، أن المداخيل السياحية تراجعت بنسبة 69.1 في المائة خلال الفصل الأول من سنة 2021، مسجلة خسائر تقدر ب 11.9 مليار درهم. وأوضح بنطاهر في تصريح ل "الصحراء المغربية" أن "التحدي المطروح حاليا وبشكل استعجالي هو محاولة إنقاذ السياحة خلال فصل الصيف المقبل الذي تفصلنا عنه أيام قليلة، حتى لا تكون سنة 2021، أصعب وضعا من 2020"، داعيا في هذا السياق إلى "رفع القيود التي تؤثر على القطاع ولو بشكل تدريجي". وعقب استحضاره في التصريح ذاته للأضرار والمعاناة والصعوبات المؤرقة التي يواجهها مهنيو القطاع السياحي البالغ عددهم 2.5 مليون، الذين يشتغلون مباشرة أو بطريقة غير مباشرة في هذا المجال، أكد بنطاهر أن الوضعية الصحية بالمغرب تعيش حاليا على إيقاع مؤشرات إيجابية بفضل حملة التلقيح التي تجري بشكل ناجح، مشيرا إلى أن القطاع السياحي ينتظر إعادة إطلاق الرحلات الجوية الدولية للخروج من الأزمة. ولم يغفل رئيس المجلس الجهوي للسياحة بجهة مراكشآسفي في سياق حديثه أن المهنيين اتخذوا في إطار المسؤولية الملقاة على عاتقهم كافة التدابير للتعامل مع هذه الظرفية، كما أن المكتب الوطني المغربي للسياحة يضطلع بالحملات الإشهارية للترويج لوجهة المغرب. وقال بنطاهر إن "القطاع السياحي على أتم استعداد، ونتمنى تدارك الوضع خلال فصل الصيف لتحقيق تحسن وإقلاع تدريجيين. ولابد من الإشارة إلى أن كل تأخير سيكون صعبا ونتائجه أكثر وطأة، وأنا متأكد أن البلاد قامت بمجهودات كبيرة، وحان الوقت للاستفادة من المكاسب المحققة على صعيد استقرار الوضعية الصحية لفائدة باقي القطاعات الاقتصادية". الحسن زلماط، رئيس الجامعة الوطنية للصناعة الفندقية اعتبر بدوره في تصريح ل "الصحراء المغربية" أن الخروج من الأزمة التي يعرفها القطاع السياحي حاليا، تتطلب إعداد أجندة محددة زمنيا بخصوص فتح الحدود الجوية من أجل التوفر على رؤية واضحة تمكن وكالات الأسفار الدولية بإنجلترا وفرنسا ودول الخليج وغيرها من الشروع في الحجوزات نحو وجهة المغرب وشركات الطيران من برمجة رحلاتها في اتجاه مدن المملكة، مشيرا إلى أن هذه الأجندة يمكن مراجعتها حسب ما تقتضيه الوضعية الصحية إذا لزم الأمر ذلك. وأفاد رئيس الجامعة الوطنية للصناعة الفندقية أن 75 في المائة من حجوزات الأسفار بأوروبا استفادت منها وجهات أخرى تتوفر على أجندة مضبوطة، وهي نسبة يمكن القول أنها خسارة للسياحة المغربية، كما أشار إلى أن عددا من أفراد الجالية المغربية المقيمة بالخارج من الجيلين الثالث والرابع لجأوا إلى اختيار بلدان أخرى لقضاء عطلهم الصيفية. وشدد زلماط على أن الخسائر التي لحقت بالقطاع تقتضي إعطاء مهنييه فترة معينة لتدارك العجز المالي الذي يعانون منه، حتى يكونوا قادرين على ترتيب أوراقهم وتسديد الديون التي تراكمت عليهم جراء الجائحة تفاديا للإفلاس. وأفادت المديرية، في مذكرتها حول الظرفية لشهر ماي الجاري، أن "تطور مؤشرات القطاع السياحي تأثرت خلال الفصل الأول من سنة 2021 بتشديد قيود النقل الجوي والبحري على المسافرين بعد التخفيف الذي شهده الفصل الرابع من سنة 2020، تبعا لظهور متحورات جديدة من فيروس كورونا وتدهور الوضعية الصحية لدى شركائنا الرئيسيين، لاسيما في أوروبا". وأضاف المصدر أنه تم، خلال الشهرين الأوليين من هذه السنة، تسجيل انخفاض الوصولات السياحية بالمغرب قدر في 81.5 في المائة (ناقص 91.9- في المائة بالنسبة للسياح الأجانب وناقص 65.4 في المائة لدى المغاربة المقيمين بالخارج). وأشارت المديرية إلى أن تصنيف 17 ماي المنصرم لموقع "تورلان" المتخصص في السفر رقميا، بوأ المغرب المرتبة الرابعة ضمن المناطق الآمنة للسفر في سياق الأزمة، بعد نيله المرتبة التاسعة أواسط فبراير، أسبوعين بعد انطلاق حملة التلقيح.