أشاد إعلام إسبانيا ودول أمريكا اللاتينية بعمليات التلقيح المغربية، واعتبرا هذا الإعلام المغرب نموذجا إفريقيا في تطعيم مواطنيه ضد كوفيد 19. وفي هذا الاتجاه، أورد الموقع الأرجنتيني «كونطاكطو بوليتكو» أن المغرب لقح إلى نهاية الأسبوع الماضي أربعة ملايين ونصف مليون شخص ضد كوفيد 19، الأمر الذي جعله ضمن عشر دول التي حققت أعلى معدلات التطعيم، ومكنه من تجاوز بذلك بعض القوى الأوروبية. وأضاف الموقع، اعتمادا على ما أوردته وكالة أنباء أرجنتينية، أن المغرب يحقق «المعجزة الإفريقية» في مجال التلقيح ضد كوفيد 19، مقابل انطلاق الحملة في 12 دولة إفريقية فقط، وأشار إلى أن الحملة المغربية بدأت في 29 يناير الماضي وأن صاحب الجلالة الملك محمد السادس أعطى انطلاقتها الفعلية بتطعيمه ضد كوفيد 19 في إطار مبادرة تكسب المغاربة الثقة في التلقيح، وتمكن المغرب بذلك تلقيح أكثر من أربعة ملايين شخص منهم ما يزيد عن مليون و22 الفا تلقوا الحقنة الثانية وأن العملية تشهد ارتفاعا بتلقيح حوالي 100 ألف شخص يوميا. وبالمناسبة، استحضر الموقع ما أوردته الوكالة الأرجنتينية من اعتبار المغرب من طرف المنظمة العالمية للصحة من بين الدول العشر الأوائل في تلقيح مواطنيها على الصعيد الدولي. وأورد موقع إيل بيريوديستا الشيلي، أن عددا من الملاحظين الدوليين ووسائل الإعلام دول أوروبية وإفريقية، وعربية ومن أمريكا اللاتنينية أبرزوا تميز في تجاوبه وتصديه للجائحة. وقال الموقع إن هذا البلد الإفريقي عجل منذ ظهور الحالة الأولى من الإصابة بالوباء في تنزيل الإجراءات الوقائية، كما أشار إلى الإطلاق المبكر لحملة التلقيح الوطنية التي شملت أيضا الأجانب المقيمين بالمغرب. واعتبره نموذجا دوليا في تدبير الجائحة، إذ أورد أنه عجل في حماية منظومته الصحية من الجائحة، وبعد تحقيق الهدف، ركز على توفير المناعة الجماعية عبر تلقيح مواطنيه. وفي الاتجاه نفسه، قالت وكالة الأنباء الإسبانية «إيفي» إن المغرب « دبر بنجاح» مواجهة فيروس كورونا المستجد، باعتماده عملا استباقيا منذ ظهور الحالة الأولى للإصابة بالمرض. وبعدما استحضرت الوكالة الإجراءات الأولى المتعلقة بإغلاق الحدود وتوفير الكمامات وعدد من الإجراءات الوقائية أكد أن هذه الأخيرة أدت إلى انخفاض في عدد الوفيات وتراجع في عدد الإصابات، كما انخفض العدد اليومي في انتقال العدوى بين المواطنين. نبهت مصادر طبية في حديث ل»الصحراء المغربية» إلى سلوكات بعض المواطنين المتسمة بالتراخي في احترام القواعد الحاجزية للوقاية من عدوى فيروس كوفيد19، سواء بنوعه الأصلي أو المتحور، بينما لم تنته فعاليات الحملة الوطنية للتلقيح ضد الوباء. وفي هذا الصدد، شددت المصادر الطبية على ضرورة وعي المواطنين بأهمية الاستمرار في ارتداء الكمامة واحترام مسافة التباعد الجسدي بين الأفراد والحرص على غسل اليدين بشكل منتظم إلى حين نهاية الحملة الوطنية للتلقيح، والصبر على مرور 15 يوما على تمنيع آخر فرد من الفئات المستهدفة من الحملة. وتهم هذه التوصيات، جميع الفئات العمرية، لاسيما منها المصابة بالأمراض المزمنة، من خلال التقيد باليقظة من الإصابة بعدوى فيروس كوفيد19، بالنظر إلى استمرار انتشار الفيروس عبر العالم، كما هو الأمر في المغرب، تضيف المصادر ذاتها. وترمي هذه العملية، إلى توفير أرضية ملائمة لبلوغ المناعة الجماعية المتوخاة من قبل الاستراتيجية الوطنية للتلقيح ضد كوفيد19، وبالتالي تفادي وقوع أي انتكاسة أو تغييرات سلبية على الوضعية الوبائية لانتشار الفيروس في المغرب، قد يتبعها ارتفاع في الإصابات وفي الحالات التي تتطلب استشفاء في مراكز العناية المركزة والإنعاش، ما قد ينذر بمعاودة الضغط على المنظومة الصحية أو تسجيل ارتفاع في منحنى الوفيات نتيجة ذلك. وأكدت المصادر أن وجوب التقيد بالإرشادات الصحية للوقاية من الفيروس يهم أيضا فئة الملقحين بهدف حماية من حولهم في ظل عدم توفر معطيات حول ما إذا كان اللقاح سيمنع الشخص من التقاط الفيروس ونقله إلى أشخاص آخرين، رغم أن المتخصصين في المجال يتوقعون أن يقلل اللقاح هذا الخطر كما يقلل من شدة الأعراض، بالاستناد إلى المعطيات الصادرة عن جمعية «أنفو فاك» المغرب والجمعية المغربية للأمراض التعفنية عند الطفل والتلقيح والواردة في دليل خاص يهدف إلى رفع الوعي موازاة مع تنظيم الحملة الوطنية للتلقيح. ويأتي، هذا التنبيه بالنظر إلى ما يتطلبه دحر الجائحة وضمان الحماية الجماعية ضد الفيروس من ضرورة تجاوز عدد الملقحين 75 في المائة أو بلوغ 80 في المائة لإنجاح حملة التلقيح الوطنية وتسهيل عودة الحياة الاجتماعية والاقتصادية إلى وتيرتها الطبيعية وبشكل تدريجي مع حلول فصل الصيف المقبل.