أصدرت وزارة الداخلية تعليمات للسلطات المحلية في مختلف عمالات وأقاليم المملكة للتعامل بصرامة مع فصائل "الإلترات"، بعد أن ضرب الشغب المتعلق بالتباري الرياضي، في أقل من 48 ساعة، في مناسبتين مسقطا عشرات المصابين، بينهم أفراد في القوات العمومية، وإلحاق خسائر مادية مهمة بممتلكات خاصة وعامة. ففي الوقت الذي ما زالت الحسيمة تحصي خسائر المواجهات الدامية، التي اندلعت عقب المواجهة التي جمعت الوداد الرياضي لكرة القدم وشباب الريف الحسيمي، الجمعة الماضي، برسم الدورة 20 من الدوري المغربي للمحترفين، تفجرت أعمال شغب جديدة، وهذه المرة في سيدي قاسم، حيث أسفرت اصطدامات بين مشجعي فريق اتحاد سيدي قاسم وضيفه فريق المغرب الفاسي، أول أمس الأحد، عن سقوط 10 مصابين بجروح ورضوض، بينهم 4 أفراد من القوات العمومية. وذكر بلاغ لوزارة الداخلية أن أعمال الشغب ألحقت أيضا خسائر وأضرارا مادية بالحافلة التي أقلت الفريق الضيف وإحدى الحافلات التابعة لقوات الأمن. وأضاف المصدر نفسه "على إثر ما شهدته هذه المباراة، وكذا المباراة التي جمعت فريقي شباب الريف الحسيمي والوداد البيضاوي يوم الجمعة الأخير، والتي خلفت إصابات وخسائر مادية، تزامنا مع عودة بعض الفصائل المحسوبة على الفرق الرياضية أو ما يسمى بروابط الإلترات إلى الملاعب، تعلن وزارة الداخلية أنها قررت تحريك المتابعات القضائية، بتنسيق مع المصالح المختصة، ضد كل من ينشط فعليا ضمن هذه الكيانات غير القانونية التي سبق أن صدرت في حقها قرارات المنع". وأشار البلاغ إلى أنها وجهت تعليماتها أيضا إلى السلطات المحلية من أجل التعامل بصرامة مع هذه الجمعيات غير المؤسسة قانونا على صعيد كل عمالات وأقاليم المملكة، وكذا العمل على منع التنقل الجماعي للجماهير كلما تبين أن هناك احتمالا للمساس بالأمن والنظام العام". وأبرز أن هذه القرارات تندرج ضمن سلسلة من الإجراءات الهادفة إلى ردع السلوكات المشينة لفئة من الجماهير، تتبنى أسلوب العنف للتعبير عن مناصرتها لفرقها، بما يسئ إلى سمعة الرياضة المغربية، ويتعارض مع القيم النبيلة للرياضة بصفة عامة. وكانت أعمال الشغب بالحسيمة أدت إلى إصابة 69 شخصا، بينهم 15 موظف شرطة، بجروح، كما تسببت في تخريب 5 حافلات، و10 سيارات خاصة، بالإضافة إلى إلحاق خسائر أخرى بممتلكات عامة وخاصة. ومكنت تدخلات مصالح الأمن الإقليمي لإعادة الهدوء للمدينة من إيقاف 16 شخصا، بينهم قاصر، أحيلوا جميعا على القضاء، بعد تأكيد التحريات تورطهم في الأحداث التي أعقبت المباراة بين الوداد وشباب الريف الحسيمي. وسيبقى موشوما في الذاكرة الكروية أن شغب الملاعب بلغ ذروته في الموسم الرياضي الماضي، الذي سجل عددا من الأحداث، أخطرها في المباراة التي جمعت شباب الريف الحسيمي والرجاء الرياضي لكرة القدم، التي أسفرت عن وقوع خسائر كبيرة في الأرواح والممتلكات. وأفضت التدخلات والعمليات الأمنية، عقب اللقاء الذي دار في المركب الرياضي محمد الخامس بالدارالبيضاء، يوم السبت 19 مارس 2016، إلى إيقاف 114 شخصا، بينهم 53 قاصرا.