تقع المجموعة الجديدة "السكابندو" الصادرة، حديثا، عن منشورات الفراشة بدولة الكويت، في 100 صفحة، صممت غلافها الفنانة المصرية، إيناس عمارة. تحمل 23 قصة كتبت نصوصها ما بين 2012 و2014، وتتميز مرة أخرى بتجسيده ل "الواقعية السحرية" التي عودنا عليها الكاتب في مختلف إبداعاته الأدبية السابقة، ما شكل مدرسة ومنحى جديدا في الكتابة السردية، سواء تعلق الأمر بالتفاصيل الدقيقة للحياة الشخصية لشخصيات رواياته ومحيطها، أو بالمواقف المستمدة من خيال جامح، لكن دون انسلاخ عن مواقف من الحياة الواقعية. تتنوع النصوص القصصية في طرائق سردها، حسب التيمات والفضاءات التي شكّلتها.. لكن يغلب عليها طابع "نوستالجيا" أعطى للعمل بعدا زمنيا مثخنا بالحنين، فضلا عن تيمة "القرية المغربية" التي تؤثث فضاء معظم الأحداث. يقول بنصابر إنها مجموعة تحمل الكثير منه، مع اعتبار أن "كل إصدار يشكل ملامح تجربة أو مرحلة معينة"، القارئ وحده له الحق في تقييمه والحكم عليه. ما بين "الكلب الذي صارني" وهو يتصارع في الهواء قبل أن يظفر بكلبة يستأنس بها، و"المعطف والزجاجة"، يسير الكاتب بالقارئ عبر متاهات "يوم خارج الجسد" و"حكاية الرأس الذي أغلق المؤسسة"، و"الكاتب الذي لم يلعن الشيطان"، فيما يصيبنا بحالة نفسية لا مثيل لها، ونحن نتابع مآل "السكابندو" وهو يعيش مأساة من أغرب ما يمكن أن يقدمه عالم الخيال السينمائي ( le fantastique). حازت مجموعة "السكابندو" تنويهات كتاب كبار، منهم شيخ القصاصين المغاربة "أحمد بوزفور"، والكاتب والسينمائي المغربي الراحل "مصطفى المسناوي"، والروائي الجزائري الشهير "واسيني الأعرج"، ومنسّقة جائزة البوكر الكاتبة البريطانية "فلور مونتانارو" والشاعر المغربي "محمد علي الرباوي". وحاز بنصابر، ابن مدينة الداخلة، الذي بصم بإصرار الحقل الثقافي المغربي بأسلوب يتميز بالسلاسة، على مجموعة من الجوائز الأدبية في المغرب والخارج، منها جائزة الإبداع عن جوائز ناجي نعمان العالمية بلبنان سنة 2011 عن المجموعة القصصية " الرقص مع الأموات" 2011، وجائزة قصص على الهواء عن إذاعة البي بي سي بالاشتراك مع مجلة العربي الكويتية 2011، و2012، وجائزة السيناريو بالمهرجان الدولي للسينما بالداخلة سنة 2013، عن سيناريو "يوم خارج الجسد"، وجائزة حوار الثقافات للقصة القصيرة بالرباط سنة 2013، وتنويه جائزة اتحاد كتاب المغرب عن رواية "خلف السور بقليل" سنة 2013.. كما مثّل الروائيين المغاربة الشباب بدولة الإمارات، خلال نونبر 2015، وتمّت ترجمة العديد من نصوصه إلى اللغة الفرنسية والإنجليزية والإسبانية والأمازيغية، ولقيت كذلك اهتماما من النقاد والدارسين المهتمين، تجلت في عشرات الدّراسات النقدية كان آخرها رسالة جامعية أعدت حول بعض نصوصه بجامعة قزوين بدولة إيران، بعنوان "القصة القصيرة جدا بين الأدبين العربي والفارسي: نظرة إلی نماذج من قصص الكاتب المغربي "عبد السميع بنصابر" والكاتب الإيراني "جواد سعيدي پور"، واختير ضمن شخصيات سنة 2013، حسب جريدة "المهاجر" الأسترالية. يعد عبد السميع بنصابر من أبرز الأقلام، التي خلقت إشعاعا محليا بجهة الداخلة منذ سنوات، قبل أن يمتد هذا الإشعاع إلى الصعيدين الوطني والعربي، ويجزم كل متتبعي إبداعاته بأنه كاتب من طينة فريدة، يجمع بين ثقافة عميقة، وسرد نافذ الرؤية، ويتقن مداعبة الكلمات لتنتزع الابتسامة من قارئها رغم قسوتها في الانتقاد، ويتمتع بقدرة فذة على السخرية والفكاهة دون أن تخلو من رسائل إنسانية.