وأجمع المشاركون على أن مخطط "المغرب الأخضر" لا يمكن أن يحقق أهدافه المنشودة إلا من خلال تعبئة جميع المتدخلين في القطاع، مشيرين إلى التزام السلطات العمومية بتطوير القطاع الفلاحي، عبر إنجاز وإنجاح هذا المخطط الوطني، الذي أعطى انطلاقته جلالة الملك محمد السادس، والهادف إلى تحويل 550 ألف هكتار إلى الري الموضعي من بينها 220 ألف هكتار الخاصة بالتحويل الجماعي. وأبرز المشاركون في الندوة، التي نظمتها الفيدرالية المغربية لجمعيات مهنيي الري، أن مشاريع التحويل في مخطط "المغرب الأخضر" ترتكز على استراتيجية تهدف إلى اقتصاد وتثمين المياه، الرامية وتحديث زراعة الري، من خلال توسيع نطاق الري الموضعي، والتحويل المكثف للري السطحي والري بتقنيات الرش الى السقي الموضعي، بوتيرة تجهيز تقارب 55 ألف هكتار في السنة، موضحين أن التجربة المغربية في مجال التحويل الجماعي للري الموضعي أصبحت نموذجية على الصعيد الدولي. كما تطرقوا إلى الإكراهات التي يواجهها الفلاحون أثناء إنجاز المشاريع الخاصة بالتحويل نحو الري الموضعي، كالبطء الاداري في معالجة الملفات المتعلقة بهذا الميدان. وشدد المشاركون على أهمية إحداث نظام للتنسيق بين المتدخلين الرئيسيين والفلاحين بخلق جمعيات لمستعملي مياه السقي، وتشجيع المبادرات الخاصة بهذه الجمعيات، فضلا عن اشراك المهنيين في الدراسات وطلبات العروض. ودعا المشاركون إلى رفع تحديات الإكراهات التقنية والقانونية لتسريع إنجاز المشاريع الخاصة بالتحويل نحو الري الموضعي، والنهوض بتقنيات الري التنقيطي والتزام فيدرالية جمعيات مهنيي الري بتأمين تقاسم التجارب بين المهنيين والعمل على تنظيم ندوات لفائدتهم لتسهيل اندماجه. وخلصوا إلى أن اكتساب تجارب جديدة في مجال إنجاز مشاريع الري تعتبر عنصرا مهما بالنسبة للمهنيين، وأن تعزيز خبراتهم من شأنه تقوية مكانة المقاولات المغربية داخل الأسواق المهتمة بهذا الميدان. وتمحورت أشغال الندوة حول الجهود المبذولة في مجال تحويل قطاعات الري التقليدي إلى الري الموضعي، وإبراز أهمية انخراط كافة المتدخلين في هذا الميدان لتعزيز وإغناء التجربة المغربية في مجال السقي الموضعي، وتشجيع المهنيين للمشاركة الفعالة في الطلبات الخاصة بالتحويل الجماعي الى الري الموضعي. وشارك في الندوة مديريات المكاتب الجهوية للاستثمار الفلاحي، وممثلو البنك الدولي، والبنك الإفريقي للتنمية، وتمثيليات إفريقية، ومنظمات غير حكومية مهتمة بميدان المياه والمقاولات التي تؤمن المساعدة التقنية، ورؤساء جمعيات مستخدمي مياه الري الفلاحية، وخبراء في مجال قيادة مشاريع الري والمقاولات المهنية للسقي. وتضمن جدول أعمال الندوة مناقشة مواضيع حول "البرنامج العام للتحويل الجماعي نحو الري الموضعي: أرقام ومعطيات وآفاق" و"مشاريع التحويل الجماعي نحو الري الموضعي: السير العملي والتقني"، و"إجراءات مواكبة وتسهيل التسبيقات على التمويلات" و"إنجاز مشاريع التحويل الجماعي نحو الري الموضعي: تجارب حية"، و"تحديات تصدير التجربة المغربية في التحويل الجماعي نحو الري الموضعي".