تهدف زيارة الوفد المغربي الى موسكو، والذي يضم ممثلين عن المكتب الوطني المغربي للسياحة والمجلس الجهوي للسياحة بأكدير وجمعية الصناعة الفندقية والجامعة الوطنية للصناعة الفندقية وعدد من المنعشين السياحيين ووكالات الأسفار، إلى وضع أسس جديدة ناجعة لتطوير التبادل السياحي بين البلدين، حيث سجل خلال السنتين الأخيرتين انخفاض حادا في توافد السياح الروس إلى المملكة. وحسب المهنيين فإن هذا التراجع يعزى الى الوضع الاقتصادي الصعب التي تجتازه روسيا الاتحادية نظرا للعقوبات الاقتصادية التي تفرضها الدول الغربية على موسكو والى التطورات السياسية المتسارعة التي يشهدها العالم. وقد تمت دعوة أكبر الشركات الروسية العاملة في المجال السياحي حيث سيجري المهنيون المغاربة لقاءات مع عدد من الفاعلين الروس في القطاع ومع ممثلي المؤسسات الحكومية المعنية بهدف التوصل الى إقامة تعاون مشترك يساهم فيه الجميع لإنعاش وجه المملكة السياحية. وفي هذا الصدد أوضح جلال العماني، مدير العمليات بالمكتب الوطني المغربي للسياحة الذي يشرف على هذه العملية بتعاون مع سفارة المملكة المغربية بموسكو، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن المكتب الوطني المغربي للسياحة وضع السوق الروسية هذه السنة ضمن أولوياته، مبرزا "أن العلاقات المغربية الروسية تتطور باستمرار وهذا هو الوقت الذي يمكن فيه ان نطلب من الروس زيارة المملكة المغربية. ومن هذا المنطلق، يضيف العماني، فإن وفدا من الفاعلين والمهنين المغاربة العاملين بالقطاع السياحي يقومون حاليا بزيارة الى العاصمة الروسية للتفاوض مع المنعشين السياحيين الروس من أجل وضع خطط وبرامج محددة لسلسلة من الرحلات الجوية غير المنتظمة "شارتر" على طول السنة خلال فصلي الشتاء والصيف. وقال إن الانطلاقة لهذه العملية، التي تهدف الى استقطاب حوالي مائة ألف سائح خلال السنة المقبلة، ستكون من الآن مبرزا في هذا الإطار، أن جميع الامكانيات لتشجيع المنعشين السياحيين وضعت لبرمجة هذه الرحلات الجوية "شارتر" وذلك لوضع المغرب بالقرب من الروس كوجهة سياحية متميزة ونهائية. سفير المغرب لدى روسيا، عبد القادر الأشهب الذي استقبل الوفد اليوم الإثنين قال بأن المملكة المغربية تسعى إلى الرقي بالعلاقات الاقتصادية والتجارية مع روسيا من خلال تعزيز وتقوية علاقات التعاون والشراكة بين الجانبين، موضحا في هذا السياق أن المغرب يتوفر على مؤهلات وإمكانيات سياحية كبيرة وأن الظروف ملائمة لتعزيز وتقوية السوق السياحية المغربية الروسية. وقال السفير المغربي، ان حضور السياحة المغربية في السوق الروسية، يجب ان يحقق قفزة نوعية من خلال تضافر جهود جميع الفاعلين والمهنيين وذلك بغية الرفع من مستوى استقطاب المزيد من السياح الروس للوجهة السياحية المغربية. وأبرز الدبلوماسي المغربي أنه بالرغم من التعثر الذي عرفه القطاع السياحي في السنوات الأخيرة نظرا لمجموعة من العوامل، فإنه يجب مواصلة العمل من أجل الاستمرار على المدى البعيد للتموقع في السوق السياحية الروسية الواعدة. وأضاف أن المغرب أصبح اليوم وجهة سياحية لا محيد عنها وذلك لعدة عوامل من بينها استقراره وقربه من أوربا وتراثه الغني، مبرزا التقدم الديمقراطي الذي حققته المملكة في السنوات الاخيرة والاصلاحات الجوهرية الشجاعة التي أقدمت عليها في سبيل تعزيز الديمقراطية وحقوق الانسان والمساواة. يشار الى أن هذه العملية الترويجية، تستهدف ترسيخ وخلق اتصالات بين المهنيين المغاربة ونظرائهم الروس للبحث عن فرص جديدة للترويج التجاري للمنتوجات السياحية المغربية.