أكد المشاركون في ندوة دولية نظمها مختبر الدراسات الدستورية وتحليل الأزمات والسياسات، بكلية الحقوق بمراكش، على أهمية تعزيز العمل الإفريقي المشترك لتعزيز جهود التنمية، وأهمية اندماج القارة السمراء مع مجموعة البريكس تحقيقا لإقلاع تنموي يستجيب لتطلعات شعوب القارة. ودعا المشاركون ضمنهم عدد من الباحثين من المغرب وتشاد والطوغو وفلسطينولبنان، إلى التعاون الاقتصادي بين دول القارة كسبيل لمواجهة التنافس الدولي على خيرات إفريقيا من قبل القوى الدولية الكبرى، ودعم التكامل الاقتصادي للقارة بتسريع الإنشاء الفعلي لمنظمة التجارة الحرة الإفريقية. وشدد المشاركون في هذه الندوة المنظمة بشراكة مع مؤسسة هانس زايدل يومي 20 و21 نونبر، حول موضوع "إفريقيا: فرص التنمية وتحديات التنافس الدولي"، على ضرورة تفعيل وتطوير معاهدات الاستثمار الثنائية بين المغرب وبعض الدول الافريقية، في أفق تحقيق شراكات استراتيجية، والعمل على ضرورة تخلص القارة الإفريقية من التبعية والخضوع للنظام الاقتصادي الدولي. وأجمع المشاركون على أن تنمية القارة ينطلق من تشجيع الاستثمار الأجنبي نظرا لضعف معدل الادخار الذي يشكل قاطرة للاستثمار المحلي. وبعد التأكيد على الجهود التي يقوم بها المغرب في إطار تعزيز التعاون الإفريقي، أوصى المشاركون بعدم عدم استنساخ النموذج الغربي بناء نموذج تنموي إفريقي، مبرزين أهمية البحث العلمي في التنظير لنموذج الدولة الإفريقية. وتضمنت التوصيات المنبثقة عن هذه الندوة الضغط على الشركات المستثمرة بالقارة الإفريقية لإنشاء مراكز الأبحاث العلمية لنقل التكنولوجيا إلى البلدان الإفريقية التي تستثمر فيها. وتوزعت أشغال هذه الندوة التي تم بتها بشكل مباشر عبر شبكات التواصل الاجتماعي إلى خمسة جلسات، الأولى افتتاحية، تدخل فيها عميد كلية العلوم القانونية والاقتصادية والاجتماعية بمراكش بالنيابة، وممثل مؤسسة هانس زايدل الألمانية، ورئيس شعبة القانون العام، ومدير مختبر الدراسات الدستورية وتحليل الأزمات والسياسات، ومنسق الندوة. وخلال الجلسة العلمية الأولى التي ترأسها العربي بلا الأستاذ في كلية الحقوق بمراكش ألقيت مجموعة من المداخلات تركزت حول: إفريقيا ومجموعة البريكس: ثنائية الفرص والخيبات، تقدم بها عادل موساوي من كلية الحقوق سلا، "،فيما تطرق إبراهيم المرشيد الأستاذ بكلية الحقوق بمراكش لدور المؤسسات في جذب الاستثمارات الأجنبية، مع التركيز على القارة الإفريقية،أما لحسن حسناوي الأستاذ في جامعة القاضي عياض، فتناول موضوع دينامية التنافس الدولي على موارد الطاقة في إفريقيا وانعكاساته. وفي الجلسة العلمية الثانية التي ترأسها الحسين الشكراني الأستاذ بجامعة القاضي عياض بمراكش، تناولت المداخلة الأولى الدبلوماسية الروحية للمغرب في القارة الإفريقية تفضل بإلقائها محسن الأحمادي الأستاذ بكلية الحقوق بمراكش، أما المداخلة الثانية فكانت من إلقاء "نادين مصطفى الكحيل" أستاذ من لبنان، وتمحورت حول: القارة الإفريقية والموارد العذراء، مقاربة لحالة السودان، وقدم عبد اللطيف بكور وهشام بولنوارالأستاذان بالكلية المتعددة التخصصات بآسفي، ورقة مشتركة حول موضوع: البعد الإفريقي في السياسة المغربية للهجرة... الواقع والتحديات، فيما ركّز الأستاذ بنحيون المدني الباحث والخبير الاقتصادي، على جاذبية الاستثمارات في القارة الإفريقية.. المحددات الرئيسية، المؤشرات والدول الجاذبة. وخلال الجلسة العلمية الثالثة من اليوم الثاني للندوة، التي ترأسها إدريس لكريني مدير مختبر الدراسات الدستورية وتحليل الأزمات والسياسات، قدم محمد أوضبجي الأستاذ الباحث في كلية الحقوق بمراكش، ورقة تضمنت تأملات حول معاهدات الاستثمار الثنائية بين المغرب وبعض الدول الإفريقية، فيما تركزت ورقة عبد الحكيم الوادي الباحث في القانون الدولي من فلسطين، حول صعوبات تنفيذ العدالة الجنائية الدولية في إفريقيا، وتطرق محمد الحاجي الدريسي الأستاذ بكلية الحقوق، مراكش، لتطور علاقات القوة في إفريقيا بعد جائحة كورونا. وبعد ذلك انطلقت أشغال الجلسة العلمية الرابعة، التي ترأستها فاطمة غلمان الأستاذة في كلية الحقوق بمراكش، بمداخلة لحسن كلي ورتي الباحث العلاقات الدولية والشؤون الإفريقية من تشاد، حول التنافس الدولي بمنطقة الساحل والصحراء الإفريقية،أما ديبوراياواسيتسوفسويتور الباحثة في سلك الدكتوراه من الطوغو، فتطرقت لعدم الاستقرار السياسي والهشاشة في دول أفريقيا جنوب الصحراء، وتناول زهير لعميم الباحث في سلك الدكتوراه بكلية الحقوق مراكش، أزمة الدولة في منطقة الساحل الإفريقي من خلال حالتي مالي وليبيا، وأخيرا تطرق لحسن بسباس الباحث العلاقات الدولية، لآليات تحقيق الاستراتيجية الصينية في افريقيا.