نظم معهد صندوق الإيداع والتدبير ثاني لقاء رقمي، ضمن سلسلة النقاشات التي بدأها أخيرا تحت شعار "التطلع إلى المستقبل"، حيث تم تخصيص هذا الموعد للحديث عن الذكاء الاصطناعي. ويأتي هذا النقاش الرقمي بعد مرور سنتين على أول اجتماع تم تنظيمه من طرف معهد صندوق الإيداع والتدبير بتاريخ شتنبر 2018 تحت شعار "إحياء الذكاء الاصطناعي والالتزامات الراهنة المرتبطة به". واستهل هذا اللقاء بالتأكيد على أن الذكاء الاصطناعي وفي خضم التحولات التي يعرفها المجتمع، أضحى في الوقت الراهن عنصرا أساسيا وجزءا لا يتجزأ من حياتنا اليومية، "كما أنه يمثل مرادفا للأمل والنمو بالنسبة للبعض، ولكنه في المقابل، يشكل بالنسبة لأشخاص آخرين موضوع عدم الثقة ومصدر الكثير من المخاوف". وأفاد المتدخلون أن تعميم الوصول إلى الأجهزة الذكية مثل (الكمبيوتر والهواتف المحمولة وغيرهما من الآلات)، وتطوير اقتصاد المعلومات تسبب في تسجيل اضطراب على مستوى الحياة اليومية للمواطنين في جميع أرجاء العالم. و تطرق المتدخلون إلى المكانة التي استطاع الذكاء الاصطناعي أن يجدها له بصورة تدريجية، في الحياة اليومية (اقتراحات لوحة المفاتيح على الهواتف الذكية، برامج الدردشة الآلية، وغيرها) "دون أن يكون لدى المستهلكين الوسائل اللازمة لتقدير نطاق الاستخدام المتزايد يوما بعد يوم لهذه التقنية". وأوضح المتدخلون أنه "في الحقيقة، يعمل الذكاء الاصطناعي على تحويل العديد من الصناعات بشكل جذري، وهو الأمر الذي يجعل بعض الحرف عتيقة، ويخلق مجالات جديدة للاستثمار فيها، فالاعتماد المتزايد على الذكاء الاصطناعي سيدفع بلا شك العديد من الشركات إلى مراجعة أساليب إدارتها، ونهجها في التعامل مع الموارد البشرية وعلاقاتها مع الزبناء، وما إلى ذلك". وخلصت مداخلات المشاركين إلى أن التحولات التي يعرفها العالم حاليا تتطلب مضاعفة الجهود المبذولة لتوعية المستهلكين حول الذكاء الاصطناعي لإزالة الغموض الذي يسود حول الموضوع، "وذلك بهدف تبديد المخاوف المرتبطة به، ولكن،وبدرجة أولى تحضير الشباب وكبار السن للتغييرات التي من المحتمل أن تأتي مع الذكاء الاصطناعي، خاصة من خلال مراجعة نماذج التكوين المقدمة للأجيال الصاعدة". يشار إلى أن هذه الندوة شارك فيها رشيد كراوي، أستاذ في مدرسة البوليتكنيك في لوزان، طارق داودة، دكتوراه ، باحث في سلك ما بعد الدكتوراه في كلية الطب بجامعة هارفارد، ولي نغوين هوانكَ، مدير مشروع التعليم الإلكتروني في مدرسة بوليتكنيك في لوزان، وكريم باينة، أستاذ في المدرسة الوطنية العليا للمعلوميات وتحليل النظم، جامعة محمد الخامس بالرباط، خبير في تحليلات البيانات الضخمة، وياسر بوكس، المدير الفني والتربوي بمدرسة 1337 ،وغيثة مزور، أستاذة في علوم الكمبيوتر في" الجامعة الدولية للرباط" ومؤسسة "DASEC".