أفادت الدكتورة السعدية متوكل، رئيسة المجلس الجهوي لصيادلة الجنوب، أن السلطات المغربية المعنية مدعوة إلى إعمال مقتضيات مدونة الأدوية والصيدلة لأجل تعويض الصيادلة في حالة ما إذا تعذر عليه العمل بسبب الإصابة ب"كوفيد19". إلى جانب تعقيم الصيدلية وعزل الفريق المساعد للصيدلي أو المخالطين وتعويضهم بفريق عمل آخر لضمان استمرار عمل الصيدلية كمرفق عمومي، يشكل أحد مكونات القطاع الصحي بالمغرب. وبالنظر إلى التطورات الذي عرفتها الوضعية الوبائية لانتشار فيروس "كوفيد19" في المغرب، أكدت متوكل على ضرورة اتخاذ السلطات الصحية لتدابير مصاحبة، منها إشراك الصيدلي في عملية توفير العلاجات التي يحتاج إليها مرضى "كوفيد 19" داخل فضاء الصيدليات، بمختلف مكونات البروتوكول العلاجي المقرر بهذا الخصوص والمصادق عليه من قبل وزارة الصحة، بما فيه "الكلوروكين".
في البداية، ماهي الوضعية الصحية لمهنيي الصيدلة ومساعديهم الذين أصابتهم عدوى فيروس "كوفيد19"؟ بالفعل، سجلت حالات إصابات مؤكدة بفيروس "كوفيد19"، وسط عدد من الصيادلة وبعض مساعديهم في عدد من المدن المغربية، لحسن الحظ أن هذه الحالات لم تكن خطيرة أو حرجة، باستثناء حالة واحدة لزميل من نواحي بني ملال، فارق الحياة متأثرا بإصابته ب"كوفيد"، بينما كان يتابع علاجه بمصلحة الإنعاش في مستشفى ابن رشد في الدارالبيضاء للأسف، هذا المرض أصاب هذا الزميل الصيدلي بينما كان يؤدي مهمته في إطار الحراسة.
السلطات الصحية والمختصة أخذت قرارا بإغلاق عدد من الصيدليات على إثر تسجيل إصابات وسطها، كيف واكبتم هذه التطورات في ظل توسع انتشار فيروس "كوفيد 19"؟ كما يعلم الجميع، الصيدلية تعد مرفقا صحيا يجب أن يبقى مفتوحا في وجه المواطنين لأجل تقديم خدمات صرف الأدوية وتقديم النصائح والتوجيهات، لذلك نحن لا نتفق مع فكرة إغلاق الصيدليات بسبب إصابة الصيدلي أو أحد من فريق عمله، وإنما ندعو السلطات المعنية إلى إعمال مقتضيات مدونة الأدوية والصيدلة التي تنص على تعويض الصيدلي في حالة ما إذا تعذر عليه العمل، إلى جانب تعقيم الصيدلة وعزل الفريق المساعد للصيدلي أو المخالطين وتعويضهم بفريق عمل آخر لضمان استمرار عمل الصيدلية كمرفق عمومي، يشكل أحد مكونات القطاع الصحي بالمغرب. ففي هذه الفترة، التي نعيشها منذ أسابيع، والتي تعرف تطورات في حالات الإصابة بجائحة "كورونا"، فإن المجتمع والقطاع الصحي في حاجة إلى جميع مكوناته، وضمنها الصيدلي، لمواكبة المرضى بالنصائح والتوجيه، سيما أن هناك مرضى آخرين يفدون على الصيدليات طلبا للحصول على أدوية وأخذ التوجيهات والنصائح بخصوص استعمالها، سميا منهم المصابين بأمراض مزمنة. ثم لا ننسى دور الصيدلي في توفير أدوية تعرف نفاد مخزونها في هذه الفترة بسبب الجائحة، ودورها في المناطق القروية أو الجبلية حيث لا تتوفر على مرفق صحي، لتلعب الصيدلية دورا في تقديم خدمات للمواطنين. ثم من ناحية أخرى، لا بد من الانتباه إلى أن إغلاق الصيدلية، لمدة أسبوعين أو 3 ، له وقع اقتصادي وخيم على تسيير الصيدلية، التي من شأنها التأثير على استمرارها وديمومتها بسبب الصعوبات المالية التي تعاني منها عدد مهم من الصيدليات بسبب هشاشتها المالية.
كيف تساهمون في توفير ظروف التكفل العلاجي بمرضى "كوفيد19" ومحاصرة توسع انتشاره؟ هي مساهمة بالعمل عن قرب مع المواطنين من خلال نشر الوعي والتحسيس بالسبل الوقائية من عدوى الفيروس، داخل فضاء الصيدلية، وتقديم توجيهات حول مراكز التشخيص والعلاج، والمساهمة برصد الحالات المشكوك في إصابتها من خلال توجيهها للكشف وإجراء الاختبارات، وهي مساهمة لعبها مرفق الصيدلة منذ بداية ظهور الجائحة ويجري الآن تقويته مع ارتفاع عدد الإصابات وتسجيل الحالات الحرجة. الآن، بعد التطورات الذي عرفتها الوضعية الوبائية لانتشار فيروس "كوفيد19" في المغرب، يجب اتخاذ تدابير مصاحبة، ومنها إشراك الصيدلي في عملية توفير العلاجات التي يحتاج إليها مرضى "كوفيد" داخل فضاء الصيدليات، بمختلف مكونات البروتوكول العلاجي المقرر بهذا الخصوص والمصادق عليه من قبل وزارة الصحة، بما فيه "الكلوروكين". هذا المطلب يأتي في ظل القرارات الجديدة التي اتخذتها وزارة الصحة بخصوص تدبير المرحلة الثالثة من انتشار الفيروس، ومنها إشراك القطاع الخاص في تقديم العلاجات والاستشفاء، مع تقريب الرعاية الصحية عبر مستوصفات القرب وقرار عزل المرضى وعلاجهم داخل البيوت، ممن لا تستدعي حالاتهم الاستشفاء داخل المستشفيات. نحن نتفهم في بداية انتشار الفيروس، سعي وزارة الصحة إلى تخزين الأدوية لديها لتحقيق الاكتفاء منها بما يلبي احتياجات علاج المرضى داخل المستشفى.