تواصلت عملية إعادة المواطنين المغاربة العالقين بالخارج، مساء اليوم الخميس، من مصر، عبر رحلة للخطوط الملكية المغربية، وعلى متنها 150 عالقا، على إثر إغلاق الحدود الجوية والبرية والبحرية المغربية، بسبب جائحة (كوفيد-19). وأشرفت على تنظيم وتأطير هذه العملية الإنسانية، التي جرت بتنسيق مع السلطات المصرية، سفارة المملكة المغربية بالقاهرة، من أجل ضمان عودة آمنة لهؤلاء المواطنين المغاربة العالقين بالديار المصرية منذ مارس الماضي. وسافر على متن هذه الرحلة، من مطار القاهرة الدولي، في اتجاه مطار بني ملال، مواطنون يتوفرون على تأشيرات قصيرة الأمد وفي وضعية هشة، لاسيما المرضى أو الذين خضعوا لعمليات جراحية حديثة، إلى جانب كبار السن ونساء يرعين أطفالا رضعا. وأعرب عدد من المستفيدين من هذه العملية الإنسانية، عن سرورهم بالعودة إلى الوطن الأم وعن خالص شكرهم وامتنانهم لصاحب الجلالة الملك محمد السادس على هذه المبادرة الكريمة. كما أعربوا عن شكرهم للمصالح القنصلية بسفارة المملكة بالقاهرة على حسها التضامني وجهودها الدؤوبة من أجل إنجاح هذه العملية الإنسانية. وقال سفير المملكة بالقاهرة أحمد التازي، إن عملية إعادة المواطنين المغاربة العالقين بمصر، وغالبيتهم مسنون ونساء وأطفال رضع، مرت في “ظروف جيدة” وفي احترام تام للإجراءات الصحية الاحترازية الجاري بها العمل. وأضاف أن عملية ترحيل هذه الفئة من المواطنين المغاربة العالقين بالديار المصرية، تمت وفق “معايير شفافة” بعد دراسة دقيقة لكل الطلبات التي بلغ عددها 510، مذكرا بأن الأشخاص الذين وقع عليهم الاختيار للاستفادة من هذه المبادرة الانسانية، تنطبق عليهم بالفعل الشروط التي حددتها المصالح القنصلية بالسفارة سلفا، وهي ضرورة حمل تأشيرة سفر قصيرة الأمد، والهشاشة الاجتماعية وطول مدة الانتظار، إلى جانب معيار كبر السن والمعاناة من أمراض مزمنة. وشدد الدبلوماسي المغربي على أنه في ظل انعدام الإمكانات اللازمة، وحرصا على التقيد بمبدأ العدالة "لم يكن بالإمكان إدراج كافة العالقين ضمن عملية الترحيل بسبب عدم توفر الشروط سالفة الذكر في باقي الطلبات التي توصلت بها المصالح القنصلية". وفي هذا الصدد، أكد التازي أن السفارة المغربية بالقاهرة "لا يسعها إلا أن تعرب عن تعاطفها الكامل مع كل العالقين الذين تقيدت حرية سفرهم بسبب جائحة “كورونا"، مبرزا أن السلطات المغربية المختصة ستقرر إمكانية تنظيم آية رحلة جوية أخرى في ضوء المستجدات التي يفرزها تطور الوضع الوبائي على مستوى العالم. وتأتي عملية ترحيل المغاربة العالقين بمصر، بعد سلسلة من عمليات العودة التي جرت في وقت سابق من وجهات دولية مختلفة.