شرعت مجموعة من المقاهي في أحياء مختلفة بمدينة مراكش، اليوم الخميس، في تقديم خدماتها بعين المكان، بعد إعادة تأهيل محلاتها لتتكيف مع المعايير الجديدة المحددة من طرف السلطات المحلية، والمتمثلة أساسا في احترام التدابير اللازمة للحد من انتشار فيروس كورونا المستجد "كوفيد 19" وعدم تجاوز نسبة 50 في المائة من الطاقة الاستيعابية والحفاظ على صحة وسلامة العاملين والزبناء، والذين يتشوقون لمعاودة معانقة هذه الفضاءات ونسيان معاناتهم خلال فترة الحجر الصحي. وحسب عدد من سكان مدينة مراكش التي تحدثت إليهم "الصحراء المغربية" فإنه مع هذه الانفراجات تظهر نقطة مضيئة قد تتسع لتمحي ظلام كورونا إذا ما أبقينا على الالتزام بالإجراءات الصحية والوقائية، مشيرين إلى أنه مع دخول المرحلة الثانية من الرفع التدريجي للحجز الصحي، يبرز دور المواطن أكثر للحد من انتشار فيروس كورونا المستجد ومواجهة هذا العدو الغامض والإفلات من العدوى. وخلال جولتها، بتراب مقاطعة جيليز إحدى المقاطعات الخمسة المكونة لوحدة مدينة مراكش، عاينت "الصحراء المغربية" عدد من المقاهي تستقبل أولى زبائنها وفق شروط محددة، بعد مرحلة أولى اقتصر خلالها مهنيو المقاهي على تقديم منتجاتهم للاستهلاك الخارجي. واستقبل سمير أحد رواد مقهى يتواجد بتراب الملحقة الإدارية الازدهار التابعة لمقاطعة جيليز قرار السلطات بعودة عدد من الأنشطة الاقتصادية من ضمنها المقاهي بنوع من الفرح والسرور، حيث كان ينتظر بفارغ الصبر هذه اللحظة الثمينة لارتشاف قهوة في فضاءه المفضل التي تقرر فتحه من جديد، على إثر الإعلان عن المرور إلى المرحلة الثانية من تخفيف الحجر الصحي. وأكد سمير وهو إطار بنكي، أنه منذ ظهور حالات الإصابة المؤكدة بالفيروس على مستوى مدينة مراكش، ارتفع حجم المسؤولية الملقاة على الفرد اتجاه الأسرة والمجتمع ككل عن طريق الالتزام بالإجراءات الصحية والوقائية. من جانبهم، عبر عدد من أرباب المقاهي عن انخراطهم في التدابير المتخذة من قبل السلطات المعنية، خصوصا ما يتعلق باحترام التوجيهات الصحية والنظافة حماية لسلامة الزبناء والمستخدمين على السواء. وفي هذا الإطار، أكد أمين بنكيران صاحب مقهى بوسط الملحقة الإدارية الازدهار، في حديث ل"الصحراء المغربية" أن هذه الانطلاقة الجديدة تأتي في ظرفية صعبة بالنسبة لأرباب المقاهي والمطاعم الذين يعانون على المستويين المادي والمعنوي. وأضاف بنكيران أنه منذ بداية الشهر الجاري، شرع المقهى في اقتراح خدمة تقديم الطلبات المحمولة رغم الإقبال الضعيف الذي فسره بتمديد فترة الحجر الصحي، مشيدا بالقرارات الأخيرة للسلطات. وأوضح بنكيران أنه قام بتجهيز المقهى بملصقات ولافتات تتضمن إرشادات لاحترام التدابير الوقائية التي أقرتها السلطات الصحية، وخاصة تلك المتعلقة بمسافة الأمان والتعقيم اليومي. وأشار بنكيران إلى أن المرحلة الثانية من مخطط تخفيف الحجر الصحي، تأتي بعد تقييم تطورات الوضعية الوبائية ومتطلبات العودة التدريجية للحياة الطبيعية، والتي لاتعني الانتصار على فيروس كورونا وهو ما يقتضي التقيد بالتدابير الاحترازية وفي مقدمتها ارتداء الكمامة الواقية التي صارت سلوكا اعتياديا لدى المواطنين.