في ختام جولة بالمنطقة الاستراتيجية حاول كيري تهدئة مخاوف البلدين من خفض عدد القوات الأمريكية في أفغانستان في وقت تعزز فيه روسيا من دورها في آسيا الوسطى. وتجيء زيارة كيري للبلدين في اليوم الأخير من جولته بآسيا الوسطى والتي تضمنت جميع الجمهوريات السوفيتية السابقة الخمس بالمنطقة سعيا لتأكيد عزم واشنطن على إظهار أن الولاياتالمتحدة لا تريد تعزيز التعاون الأمني بل والروابط الاقتصادية أيضا. لكن على الرغم من الاستقبال الحافل لكيري أخفقت المجاملات الدبلوماسية في أن تترجم إلى أي إنجازات ملموسة لأرفع زيارة أمريكية منذ سنوات. ومع ذلك قام كيري بسلسلة من اللقاءات المحرجة في بعض الأحيان مع حكام شموليين لا يتسامحون مع المعارضة بشكل يذكر. واجتمع كيري مع رئيس طاجيكستان إمام علي رحمانوف في العاصمة دوشنبه ومع رئيس تركمانستان قربان قولي بيردي محمدوف في عشق أباد أمس الثلاثاء. ويخشى البلدان انتشار التشدد الإسلامي في حين يخشى المسؤولون الأمريكيون أن تحدث الحملات الحكومية الصارمة أثرا معاكسا ومزيدا من القلاقل. وقال كيري بعد محادثات مع رحمانوف إنه ينبغي القيام بمكافحة الإرهاب "بطريقة توازن بين حقوق الإنسان والحرية الدينية" والمشاركة السياسية. وقال مسؤول أمريكي بارز إن كيري على سبيل المثال أثار مع رئيس تركمانستان الرغبة في العمل معه من أجل إطلاق سراح 87 سجينا. ويأمل المسؤولون الأمريكيون أن يرى زعماء آسيا الوسطى القرار الذي اتخذه الرئيس باراك أوباما في الآونة الأخيرة بإبطاء خطى الانسحاب الأمريكي من أفغانستان كدليل على أن واشنطن لا تتخلى عنهم. من ناحية أخرى شدد كيري يوم الاثنين في آستانة عاصمة قازاخستان على أن حكومات آسيا الوسطى يجب ألا تتخذ من مخاوف التطرف ذريعة لشن حملة على المعارضة أو تستخدمها "رخصة للجوء للعنف بشكل عشوائي". وقال إن الأمرين من شأنهما تقوية ذرائع التشدد بين الناس. وقال كيري "الصعوبات والتحديات الكبرى التي تنطوي عليها مكافحة الإرهاب والتصدي للتطرف العنيف" بحاجة لأن يقابلها حفاظ على حقوق الإنسان والحريات الدينية. وقال كيري وهو أول وزير للخارجية الأمريكية يزور تركمانستان منذ زارها جيمس بيكر عام 1992 عقب المحادثات مع الرئيس بيردي محمدوف إنهما بحثا "البعد الإنساني" إلى جانب القضايا الأمنية. وأضاف كيري للصحفيين "لدينا مخاوف (بشأن أفغانستان) نحتاج للتعاون معا بشأنها" مضيفا أن عشق أباد وواشنطن ستوقعان مذكرة تفاهم عن "الأمن الاستراتيجي" ولم يذكر المزيد من التفاصيل. وجاءت زيارة كيري لآسيا الوسطى بعد تحذيرات من مسؤولين روس من خطر تسلل الإسلاميين المتشددين من أفغانستان إلى المنطقة وتزامن ذلك مع تلميحات من موسكو بأنها سترد بتعزيز وجودها العسكري. وعلى الرغم من تصريح المسؤولين الروس بأنهم لا تحركهم سوى المخاوف بشأن المتشددين وليس المنافسة الجيوسياسية فإن اهتمامهم المتزايد يهدد بإذكاء الشكوك الأمريكية في أن موسكو تحاول إعادة بناء إمبراطوريتها القديمة.