أعمال العنف التي اندلعت مطلع الأسبوع هي الأسوأ، منذ سنوات في المنطقة المضطربة التي كثيرا ما تتصاعد فيها التوترات بين العرب وأمازيغ من بني ميزاب، وهم من شعب الأمازيغ في شمال إفريقيا، بسبب التنافس على الوظائف والمنازل والأراضي. وأرسلت قوات الأمن تعزيزات في محاولة لتهدئة الاشتباكات التي تصاعدت الاثنين وليل الثلاثاء الماضيين. وقال مسؤول محلي طلب عدم ذكر اسمه لأنه غير مخول بالحديث إلى وسائل الاعلام "توفي معظم الضحايا بإصابات في الرأس نتيجة مقذوفات. نأمل أن يتحسن الوضع. يقوم زعماء قبائل بدور الوساطة." وقال مصدر طبي محلي إن 15 شخصا توفوا متأثرين بجروحهم ليل الثلاثاء وإن أربعة أشخاص آخرين توفوا متأثرين بجروحهم في المستشفى أول أمس الاربعاء. وقالت وكالة الأنباء الجزائرية إن الرئيس عبد العزيز بوتفليقة عقد اجتماعا طارئا مع مسؤولين كبار بالحكومة خصص لبحث الوضع في غرداية. ونقلت الوكالة عن بيان من رئاسة الجمهورية صدر عقب الاجتماع أن بوتفليقة "دعا بمناسبة شهر الرحمة السكان المحليين بتنوعهم الي الاسهام في عودة الهدوء والحفاظ على أواصر الاخوة العريقة التي لطالما ميزتهم." ويعيش معظم أبناء بني ميزاب في المنطقة الصحراوية المحيطة بولاية غرداية لكن بعضهم يقيمون في المناطق الشمالية. ونظم نحو 70 من أبناء بني ميزاب مسيرة في الجزائر أول أمس الأربعاء لحث السلطات على اتخاذ إجراءات عاجلة لوقف المواجهات. وقال شهود إن بعض المحتجين حملوا لافتات كتب على أحداها "أنا غرداية". وذكرت وسائل اعلام رسمية أن ثلاثة أشخاص توفوا الاثنين الماضي معظمهم في بلدة القرارة القريبة من غرداية. وتقع غرداية على بعد نحو 600 كيلومتر عن مدينة الجزائر ويعيش فيها العرب مع أبناء البربر من بني ميزاب. وتجددت الصدامات في بريان منذ الجمعة الماضي بين مجموعات من الشباب مما استدعى انتشار قوات مكافحة الشغب التي استخدمت من أجل تفريقهم الغازات المسيلة للدموع. وأسفرت الصدامات أيضا عن ستة جرحى آخرين. وخلال الأشهر الأخيرة أسفرت الصدامات الطائفية في غرداية عن سقوط حوالي 10 قتلى، ونهب مئات المنازل والمتاجر ثم حرقها. والقسم الاكبر من هذه المنازل يمتلكها امازيغ. وانتشر حوالي 10 آلاف شرطي ودركي في الشوارع الرئيسية لهذه المدينة التي يقطنها 400 ألف نسمة بينهم 300 ألف من الأمازيغ، لكن هذا لم يحل دون تجدد أعمال العنف، حيث أضرم متظاهرون النار في مقر بلدية تبسبست بولاية ورقلة (600 كلم جنوبالجزائر)، التي سبق ان شهدت مظاهرات دامية قبل أسبوعين أسفرت عن مقتل خمسة أشخاص آخرين. وكان المحتجون يطالبون خاصة بقطع أراضي للبناء، وهو المطلب نفسه لذي أشعل المظاهرات في مدينة تقرت المجاورة ما أسفر عن تدخل الشرطة وسقوط ثلاثة قتلى بالرصاص الحي. وبحسب رئيس بلدية تبسبست محمد الطاهر مهرية الذي تحدث لوكالة الانباء الجزائرية فان " مجموعة من المحتجين قاموا بإضرام النار في عجلات السيارات أمام مقر البلدية قبل أن تتطور الاوضاع إلى اقتحام المقر وإضرام النار في قسم الحالة المدنية ومكتب الشؤون الاجتماعية وقاعة الاجتماعات". وتدخلت قوات الأمن لتفريق المحتجين وحماية باقي أجزاء البلدية. وكانت مظاهرات مماثلة اندلعت نهاية تشرين الثاني/نوفمبر اسفرت عن مقتل ثلاثة متظاهرين واصابة عشرين شخصا اخرين بجروح في مواجهات مع قوى الامن في دائرة تقرت.