يشارك في هذه الدورة لمعرض باماكو المنظم على مساحة 7000 متر مربع، والتي تختتم فعالياتها في 25 من الشهر الجاري، هذه السنة أزيد من 400 مقاولة من إفريقيا وأوروبا وآسيا وأمريكا والآلاف من الزوار. ويمثل المغرب في هذه الدورة التي تنظم من قبل غرفة التجارة والصناعة بمالي وبدعم من "مغرب تصدير" ومكتب معارض الدارالبيضاء، من طرف حوالي ثلاثين مقاولة مغربية تعمل في مجالات مختلفة، حسب ما به أفاد المركز المغربي لإنعاش الصادرات (مغرب - تصدير). وأوضح المركز أن هذه المقاولات تشتغل في قطاعات مختلفة، من قبيل تكنولوجيا الإعلام والاتصال، والصناعات الغذائية والأشغال العمومية ومواد البناء، والطاقات المتجددة والكهرباء، مبرزا أن "بعثة الأعمال هذه تشكل فرصة للمقاولات المغربية للقاء كبار مسؤولي المقاولات في مالي وإفريقيا بشكل عام". وأضاف المصدر ذاته أن هذا الحدث، الذي يستفيد من خبرات (مغرب - تصدير)، يشكل أيضا "فرصة لتسليط الضوء على إمكانيات ومؤهلات القطاعات المغربية، وإبراز التطور الذي تشهده المملكة على المستويين الاقتصادي والتجاري". وأشار، من جهة أخرى، إلى أن "المشاركة المغربية تهدف خلال هذه الدورة إلى بلوغ رؤية مشتركة، وقادرة على النهوض بمختلف القطاعات الممثلة في المعرض وإبراز مؤهلات المغربية فيها"، مضيفا أن هذه المشاركة تندرج أيضا في إطار الجهود المبذولة لتعزيز مختلف قطاعات الأنشطة المغربية في البلدان الإفريقية. ويشكل المعرض الدولي لباماكو موعدا يلتقي فيه فاعلون اقتصاديون بالقطاع العمومي وشبه العمومي والخاص بمالي والمنطقة كل سنتين. كما يشكل فضاء للتواصل والتبادل بين مهنيين التجارة والصناعة والصناعة التقليدية والخدمات. ويشهد العدد المتزايد للعارضين والزوار بهذه التظاهرة على أهمية هذا الموعد التجاري الدولي الذي يساعد المقاولات على إطلاع العموم على خبرتها والتعريف بمنتجاتها والخدمات التي تقدمها. واعتبر المركز المغربي لإنعاش الصادرات أن "تنوع العروض والمنتوجات والخدمات في هذا المعرض تجعل من هذا الأخير أرضية لإقلاع القطاع الخاص الذي يشكل فاعلا أساسيا التقدم الاقتصادي لجميع الدول المشاركة". وحسب العديد من المسؤولين الماليين، فإن اختيار المغرب ليكون ضيف شرف المعرض لم يكن صدفة بل جاء من منطلق الرغبة القوية لمالي في الاستفادة من التجربة التي راكمها المغرب في مختلف المجالات وذلك في إطار التعاون جنوب - جنوب. وأما الجناح البارز الذي خصص للمقاولات المغربية في المعرض فيعكس الانخراط الدائم والثابت للمغرب إلى جانب مالي في جهودها لإعادة البناء الوطني بعد أن خرجت البلاد من أزمة تعد الأخطر في تاريخها الحديث.
وجدد عبو في كلمة بمناسبة افتتاح هذه التظاهرة التأكيد على التزام المغرب الواضح والراسخ بدعم الشعب المالي في جهود إعادة البناء في المجالات التي يعتبرها الجانب المالي ذات أولوية. وأضاف في مداخلته التي أوردتها وكالة المغرب العربي للأنباء " إننا ننخرط بشكل كامل في توجيهات صاحب الجلالة الملك محمد السادس"، مذكرا بأن جلالته سبق أن أكد بمناسبة تنصيب الرئيس المالي إبراهيم بوبكار كيتا أن المغرب المتشبث بالتعاون جنوب جنوب، لن يدخر أي جهد لمواكبة مالي، البلد الجار والشقيق، في القطاعات السوسيو اقتصادية التي يعتبرها ذات أولوية. وأوضح في هذا الصدد أن تنظيم الدورة 11 عشرة لمعرض باماكو الدولي كثمرة لتعاون مثالي بين ثلاث هيئات مالية ومغربية يندرج في إطار تفعيل التزامات المغرب خلال الزيارة التي قام بها صاحب الجلالة الملك محمد السادس لمالي، مذكرا بأن هذه الالتزامات تشمل مختلف القطاعات. وحسب الوزير، فإن حضور وفد مغربي يضم مسؤولين رفيعي المستوى في الإدارة ورجال أعمال يعملون في مختلف المجالات الاقتصادية يؤكد بالدرجة الأولى الثقة ودعم الجهود المبذولة من طرف مالي بتوجيهات من الرئيس كيتا بهدف إعادة بناء البلاد وقيادة شعبه نحو التقدم والازدهار. وبعد أن أشار إلى أن تطوير تعاون قوي ومستدام سيجعل البلدين يتجاوزان ضعف مبادلاتهما التجارية، أكد أن الإرادة والعزم المشتركين قويان بما يكفي حاليا للشروع في التفكير في السبل والوسائل التي من شأنها تعزيز الإطار القانوني المنظم للعلاقات التجارية بين المغرب ومالي. ومن جهته، أكد وزير التجارة المالي عبد الكريم كوناطي أن المشاركة المكثفة للفاعلين المغاربة في معرض باماكو الدولي تعد دليلا على متانة الروابط العريقة بين البلدين الشقيقين. كما أبرز دلالة وأهمية الزيارة التي قام بها صاحب الجلالة الملك محمد السادس لمالي في فبراير 2014 والتي وقع البلدان خلالها على عدة اتفاقيات للتعاون في مختلف المجالات. من جهة أخرى، أكد الوزير المالي أن الدورة 11 تنظم تحت شعار الإبداع وستشهد لأول مرة تنظيم منتدى حول المبادلات الاقتصادية.