أكد مدير العلاقات الثنائية بوزارة الشؤون الخارجية والتعاون، نبيل الدغوغي، في افتتاح المنتدى حول السلم والأمن بإفريقيا، أن هذا الالتزام ينبع من القناعة القوية للمملكة بكون مكافحة التهديدات الأمنية بإفريقيا لا يمكن أن تؤتي أكلها إلا من خلال الانخراط في مبادرات جماعية قائمة على التعاون الإقليمي المعزز، والدعم المهم للمجتمع الدولي. وأبرز الدغوغي أن انخراط المغرب لفائدة السلم والأمن بإفريقيا يشكل مكونا أساسيا لسياسته الخارجية، مشيرا، في هذا الصدد، إلى مساهمة المملكة في جهود المنتظم الدولي لإرساء السلم والاستقرار في مالي، وإفريقيا الوسطى، وجمهورية الكونغو الديمقراطية، وحيثما كان دوره مفيدا. وأشار الدغوغي إلى أن المغرب، وكما أكد ذلك صاحب الجلالة الملك محمد السادس خلال قمة الإليزيه للسلم والأمن بإفريقيا في دجنبر 2013، يدعو على الدوام إلى إرساء تدابير مندمجة ومتشاورا بشأنها وتقوم على المساواة الدولية، معتبرا أنه يتعين على إفريقيا أن تسرع ديناميات الاندماج الإقليمي بما يمكن تجاوز تداعيات الانقسام الذي تتعرض له. وقال "إن الطبيعة المعقدة للتحديات الأمنية وكونها عابرة للحدود بقارتنا تتطلب تخويل دور مركزي للمنظمات الإقليمية". وفي معرض حديثه عن الوضع بمنطقة الساحل والصحراء، أكد أن المغرب مستمر في اعتماد مقاربة شمولية ومتجانسة في سياسته الإفريقية، وهي مقاربة توفق بين المطلب الأمني والبعد الإنساني والحفاظ على الهوية الروحية للبلدان الإفريقية. وأضاف الدغوغي أن الوعي بأهمية تعزيز السلم والأمن في إفريقيا سيمكن القارة من الانتقال من وضع التأثر إلى وضع التأثير، والنهوض بمصالحها في الخريطة السياسية العالمية الجديدة، مبرزا العلاقة بين الاستقرار والتنمية. يشار إلى أن منتدى دكار حول السلم والأمن بإفريقيا يندرج في إطار متابعة الإعلان الذي صدر عن قمة الإليزيه المنعقدة في دجنبر 2013، وهو يهدف إلى تقديم حلول دائمة للأزمات متعددة الأشكال التي تواجه القارة. ويطمح هذا المنتدى إلى أن يشكل أرضية للحوار والتبادل حول القضايا الاستراتيجية بين خبراء في مجال الدفاع والأمن، كما يهدف إلى تعبئة الجهود في مجال محاربة الإرهاب وإطلاق نقاش عميق حول تدبير الأزمات والأمن البحري. ويتناول هذا المنتدى على مدى يومين مواضيع أخرى تتعلق بالأزمات الصحية والتعاون الدولي والتنمية الاقتصادية. وترأس الجلسة الافتتاحية لأشغال المنتدى الوزير الأول السينغالي محمد ديون، بحضور وزراء الدفاع ودبلوماسيين يمثلون مختلف البلدان، من بينهم سفير المغرب بدكار طالب برادة. كما يشارك في هذا اللقاء، الذي ينظم بمبادرة من المعهد الإفريقي للاستراتيجيات الذي يوجد مقره بدكار ومؤسسة البحث الاستراتيجي، ممثلون عن منظمات إقليمية ودولية وخبراء في مجال الأمن والوقاية من النزاعات.