الناس بإقليمخنيفرة في حاجة للتدفئة مثل حاجتهم للأكل والشرب، وفق ما أكده عدد من الأهالي، إذ يتسارع هؤلاء المواطنون لتخزين الحطب بكميات كبيرة في مخازن مخصصة لذلك. وكبديل للطاقة الرخيصة، يُحول المواطنون بالأطلس المتوسط حطب البلوط الأخضر (الكروش) إلى فحم نباتي ذي قدرة عالية، وبتكلفة أرخص من الوسائل الأخرى المخصصة للتدفئة، غير أن الفحم الحطبي وكثرة استعماله الى جانب الغاز في التدفئة، خصوصا داخل المنازل، أدى إلى ارتفاع المخاوف من حصول حالات اختناق، لأن الفحم والغاز يعتبران من أخطر وسائل التدفئة والأكثر استعمالا من طرف الأسر. ويستعد سكان مدن وقرى في الأطلس المتوسط، خصوصا القاطنين بالجبال، لاستقبال صقيع الشتاء وشدة البرودة بتوفير القليل من وسائل التدفئة التقليدية، كل حسب طاقته المادية، دون انتظار مساعدات الدولة، خصوصا أن الغالبية العظمى من السكان، سيما المجاورين للغابات، الذين لهم حق الانتفاع، يلجأون إلى الغابة لسد حاجياتهم لتعويض الخصاص الحاصل في هذه المادة الحيوية، ويصل العدد الإجمالي الذي ينتجه قطاع المياه والغابات ما يناهز مائة ألف متر مربع من حطب التدفئة، و20 ألف طن من الفحم الحطبي. ويعتبر إقليمخنيفرة من الأقاليم الغابوية المهمة، إذ تبلغ مساحته الغابوية 231 ألفا و493 هكتارا، أي 35 في المائة من المساحة الإجمالية للإقليم، و3 في المائة من المساحة الإجمالية للغابات على الصعيد الوطني، و29 في المائة من المساحة الغابوية بجهة مكناس-تافيلالت. ويستمد الإقليم هذه الخاصية من موقعه الجغرافي المتميز، الذي يشمل الهضبة الوسطى، والدير الأطلسي، والأطلس المتوسط، وشعاب ملوية العليا والوسطى، ما جعل الإقليم، إلى جانب أقاليم ميدلت وإفران، من الأقاليم شديدة البرودة، التي تحتل المرتبة الأولى في استعمال حطب التدفئة.