أبرزت بوعيدة بهذه المناسبة دور المغرب، العضو المؤسس لمجلس حقوق الإنسان والعضو الحالي به (2014-2016)، على مستوى هذا المجلس الأممي الذي تتمثل مهمته الأولى في حماية حقوق الإنسان في العالم. وأكدت الوزيرة، في هذا السياق، عزم المغرب على تنفيذ التزاماته الطوعية في إطار ترشيحه لعضوية مجلس حقوق الإنسان، وإرادة المملكة في مواصلة تعزيز آليات المجلس وتطوير القانون الدولي لحقوق الإنسان بشكل عام. وبعدما ذكرت بالدور الجوهري الذي يضطلع به المغرب في مسلسل الإرساء المؤسساتي للمجلس ومراجعة أساليب عمله، قالت السيدة بوعيدة إن الحوار البناء والتعاون بين الدول الأعضاء وباقي الفاعلين يشكلان أساس مقاربة المملكة داخل مجلس حقوق الإنسان منذ إحداثه سنة 2007. وأكدت بوعيدة أيضا دور الوسيط الموكل إلى المغرب في العديد من القضايا، فضلا عن مبادرات المغرب، التي تحظى بالتقدير والدعم من جميع الأطراف المعنية ، وخاصة في مجالات التربية والتكوين في مجال حقوق الإنسان، والعدالة الانتقالية ومحاربة الفساد. وأكدت الوزيرة على كونية حقوق الإنسان وترابطها وعدم قابليتها للتجزيء، مشددة على أهمية عدم تسييس نقاشات المجلس وتمنيعه ضد أي توظيف يتناقض مع الهدف الأساس من إحداثه، والمبادئ التي يتأسس عليها هذا الجهاز الأممي المهم، والمعني في المقام الأول بخدمة قضية حقوق الإنسان في جميع أنحاء العالم. من جهته، أشاد رئيس مجلس حقوق الإنسان، وهو الجهاز الذي أنشئ كجزء من الإصلاحات التي أطلقتها الأممالمتحدة بتحفيز من أمينها العام السابق كوفي عنان (1997 - 2005)، بالمغرب بالنظر إلى التقدم الذي أحرزه في مجال حقوق الإنسان. وقال ندونغ إيلا في تصريح للصحافة عقب اللقاء "أهنئ المغرب لكونه يوسع، ويعزز، يوما بعد يوم، رصيد منجزاته في مجال حقوق الإنسان. إن ما يتحقق هنا، على المستوى الوطني وفي إطار التعاون مع آليات الأممالمتحدة المكلفة بقضايا حقوق الإنسان، أمر مشجع للغاية". وأضاف "تباحثنا بخصوص مختلف المقاربات التي تمكن المغرب اليوم من أن يصبح مرجعا في مجال النهوض بحقوق الإنسان وحمايتها ". وأعرب رئيس مجلس حقوق الإنسان، من جهة أخرى، عن "انشغاله" بشأن النهوض بحقوق الإنسان وحمايتها في إفريقيا، معبرا عن الأمل في "أن يتم تصدير النموذج المغربي في هذا المجال إلى بعض البلدان الإفريقية". ويقوم رئيس مجلس حقوق الإنسان بزيارة عمل للمغرب في الفترة ما بين 25 و29 نونبر الجاري، بدعوة من السلطات المغربية، حيث سيشارك في المنتدى العالمي لحقوق الانسان بمدينة مراكش (27-30 نونبر الجاري)