أعلن يين بيتر كولس ويلديرز، مسؤول الطاقة الريحية المتجددة في شركة "سييمنس المغرب"، أن المحطة الريحية بطرفاية أصبحت جاهزة، وبدأت في تزويد الشبكة الوطنية للكهرباء ب 300 ميغاوات. المحطة أقيمت على حوالي 9 آلاف هكتار وستمكن من اقتصاد 200 مليون دولار من العملة الصعبة المحطة الريحية بطرفاية أصبحت جاهزة أضاف بيتر، في تصريح ل "المغربية"، على هامش زيارة وفد صحفي لطرفاية، أمس الأربعاء، أن هذا المشروع الطموح يعتبر أكبر محطة بإفريقيا، وأنه المشروع الأكثر تأهيلا للنجاح بشكل متميز عالميا، باعتبار معطيات عدة، أبرزها الإمكانيات التي توفرها فترة الرياح التجارية (الأليزي)، التي تهب على هذه المنطقة طيلة سبعة أشهر تقريبا كل سنة، من الربيع إلى الصيف. وأكد الخبير الألماني أن "سييمنس" استطاعت، في ظرف سنة واحدة، تثبيت 131 من التوربينات المتطورة، ستمكن من الاستجابة لحاجيات مليون أسرة مغربية. واعتبر بيتر أن مشروع محطة طرفاية لتوليد الطاقة الريحية، الذي يعد ثمرة شراكة بين "ناريفا المغربية"، فرع الشركة الوطنية للاستثمار، و"سويز للغاز الفرنسية"، يمثل نموذجا للمشاريع البناءة، لأنه يدخل ضمن توجهات المغرب، الرامية إلى ضمان استقلاليته الطاقية بتكلفة أقل وبطريقة أنجع، مذكرا بأن المغرب يستورد حوالي 20 في المائة من حاجياته في مجال الطاقة الكهربائية من إسبانيا. وأوضح أن المغرب يطمح، في أفق 2020، إلى تحقيق 42 في المائة من حاجياته من الطاقية الكهربائية بالاعتماد على إمكانياته الطبيعية الذاتية، التي تمكنه من خلق الطاقات المتجددة بشكل متميز، مشيرا إلى أن معدل الطاقة الريحية المتوقع إنتاجه ضمن هذا المعدل يبلغ 12 في المائة، أي 2000 ميغاوات، والنسبة نفسها من الطاقة الشمسية والمائية. وأكد الخبير الألماني أن مشروع محطة طرفاية سيساهم، إلى جانب القطع مع التبعية الطاقية في هذا المجال، في دعم النمو الصناعي بالمغرب، وتوفير مناصب شغل مهمة. وناهزت كلفة إنجاز المحطة الريحية لطرفاية، التي أقيمت على مساحة 8900 هكتار، مبلغ 5 ملايير درهم، وستمكن من اقتصاد 200 مليون دولار من العملة الصعبة. وساهمت عملية إنجاز المحطة في خلق 700 فرصة عمل مباشر، خلال مراحل الإنجاز، وأكثر من 50 فرصة عمل مباشر، خلال مرحلة الاستغلال، وساهمت المقاولات المغربية بإنجاز الدراسات والأشغال الكهربائية وأشغال الهندسة المدنية. وأشار بيتر إلى أن "سييمنس" أنجزت، أيضا، محطة فم الواد للطاقة الريحية، الواقعة جنوبالعيون على بعد 22 كلم، التي انطلق العمل بها، منذ سنة 2013، وتتكون من 22 مولدا للطاقة الريحية، بقوة إجمالية 50 ميغاوات. يذكر أن المغرب، في إطار استراتيجية الطاقة، يدخل في مشروع كبير للطاقة الهوائية، لمسايرة تنمية الطاقات المتجددة والفعالية الطاقية. وسيمكن المخطط، الذي يمتد على 10 سنوات، والذي ينتظر استثمارا إجماليا بمبلغ 31.5 مليار درهم، المغرب من رفع القوة الكهربائية من أصل هوائي إلى 2000 ميغاواط، في أفق 2020. وتهدف استراتيجية المغرب في مجال الطاقة الريحية إلى للوصول إلى قدرة إنتاجية، انطلاقا من الطاقة الهوائية بحجم 2 جيغاواط، وقدرة إنتاجية سنوية بحجم 6600 جيغاواط، تناسب 26 في المائة من الإنتاج الكهربائي السنوي الحالي، إلى جانب الاقتصاد في المحروقات بحوالي 1.5 مليون طنا من البترول في السنة، أي 750 مليون دولار، وتجنب إصدار 5.6 ملايين طن من ثاني أكسيد الكربون في السنة.