أكد رئيس مجلس المستشارين، محمد الشيخ بيد الله، أن الزيارة التاريخية التي قام بها صاحب الجلالة الملك محمد السادس إلى جمهورية الكونغو الديموقراطية سنة 2006 شكلت محركا لتعزيز التعاون بين الرباط وكينشاسا، وهو ما تجسد في التوقيع على مجموعة من الاتفاقيات همت قطاعات الفلاحة والصيد البحري والصحة والصناعة والتجارة ومجالات أخرى. أبرز بيد الله، في حديث لوكالة المغرب العربي للأنباء في ختام زيارة عمل أجراها إلى جمهورية الكونغو الديموقراطية، أن "جلالة الملك يولي أهمية قصوى لتعزيز التعاون جنوب-جنوب، وخاصة مع البلدان الافريقية الشقيقة والصديقة". واعتبر أن العلاقات السياسية النموذجية وحجم الاتفاقيات التي تؤطر العلاقات بين الطرفين، لم تؤد بالضرورة إلى تطوير المبادلات الاقتصادية والتجارية، مبرزا أن المبادلات الاقتصادية بين المغرب وجمهورية الكونغو الديمقراطية "لا ترقى إلى مستوى طموحات وتطلعات البلدين". وفي هذا الصدد، دعا بيد الله برلماني البلدين إلى استغلال الإطار الملائم الذي توفره العلاقات الثنائية من أجل الإسهام في تمكين البلدين من مواجهة التحديات المشتركة الانية والمستقبلية. وأوضح أن الأمر يتعلق بتحديات تهم تعزيز الديمقراطية وترسيخ دولة الحق، من أجل إرساء مواطنة حقيقية، فضلا عن التحديات الأمنية التي يصعب التحكم فيها في ظل العولمة والعالم المتعدد الاقطاب. ورأى بيد الله أن هذه التحديات "بمنطقتنا كبيرة"، مستعرضا أمثلة كثيرة من قبيل على الخصوص الحركات الارهابية التي "تتغذى باستمرار بتهريب الأسلحة والجريمة المنظمة". كما استعرض رئيس مجلس المستشارين التحديات الاقتصادية والبيئية التي تتطلب تحقيق تنمية مستدامة وخلق الثروة وفرص الشغل بالنسبة للأجيال القادمة وضمان خدمات أساسية ذات جودة للساكنة في قطاعات الصحة والتعليم والسكن. وعلى صعيد آخر، دعا بيد الله إلى إرساء لبنات مجتمع المعرفة في وقت غيرت فيه الثورة الرقمية العالم بسرعة فائقة وخلقت متطلبات وتطلعات جديدة. وأكد أن المغرب تمكن، بفضل السياسة الرشيدة لجلالة الملك من بناء نموذجه الديموقراطي في الاستقرار والامن في ظل بيئة اقليمية ودولية متقلبة وعنيفة ومعقدة، مبرزا أن المغرب يظل ملتزما بتعزيز علاقات التعاون التي تربطه بالقارة الافريقية. وأضاف أن زيارة جلالة الملك إلى جمهورية الكونغو الديموقراطي سنة 2006 تبرهن على ذلك بدون أدنى شك، مسلطا الضوء على الزيارات الملكية الأخيرة لكل من الكوت ديفوار ومالي وغينيا والغابون والتي شكلت مناسبة لتعزيز مستوى التعاون مع هذه البلدان الصديقة ومن ثم تفعيل التعاون جنوب-جنوب الذي يوليه جلالة الملك أهمية استراتيجية. وأكد أن "جلالة الملك ما فتئ يدعو الى تحرير قوتنا وطاقتنا الذاتية والاعتماد على أنفسنا وعلى رأسمالنا البشري وشبابنا وتقييم رأسمالنا اللامادي"، مذكرا أن جلالة الملك كان دعا في خطابه للدورة ال 69 للجمعية العامة للأمم المتحدة الى احترام الخصوصيات الوطنية في مجال اختيار نموذج التنمية الاقتصادية. وكان رئيس مجلس المستشارين قد أنهى اليوم السبت زيارة عمل قام بها الى جمهورية الكونغو الديموقراطية حيث أجرى مباحثات مع رئيسي مجلس الشيوخ والجمعية الوطنية، والوزير الأول الكونغولي.